حب للموظف ما تحب لنفسك!
بقلم م. عبدالعزيز الحجيلان – المدير التنفيذي لمعرض مشكاة التفاعلي
“لكي تتخاطب مع الآخرين بطريقة فعالة يجب عليك أن تدرك أننا جميعا مختلفون في الطريقة التي نفهم بها العالم ونستخدم هذا الفهم كدليل يرشدنا إلى الاتصال بالآخرين” – انتوني روبنز
تعتمد المنظمات والشركات بصفة عامة على عدة عوامل للنجاح في تحقيق أهدافها، ولكن مما لا شك فيه أن أهم تلك العوامل هو الإنسان – الكفاءة البشرية – الذي يعد اللبنة الأساسية لبناء أي منظومة عمل متكاملة قادرة على تحقيق رؤيتها وأهدافها الاستراتيجية.
نفخر دوماً في معرض مشكاة التفاعلي باعتمادنا على كوادر وطنية شابة في تحقيق رسالتنا لزيادة المحتوى المحلي لقطاع الطاقة الذرية والمتجددة تمشياً مع رؤية السعودية 2030، من خلال تحفيز النشء للمشاركة في بناء وتشغيل قطاع الطاقة المستدامة بالمملكة العربية السعودية.
رغم ثقتنا بأهمية المؤهل الأكاديمي إلا أننا في معرض مشكاة التفاعلي نركز في اختيارنا بشكل متساو على عامل الشخصية وما يتضمنه ذلك من طموح وقدرة على التواصل الفعال مع أعضاء الفريق والجمهور المستهدف بشكل خاص، وشركاء العمل بصفة عامة.
من ناحية شخصية، أؤمن بأن الشخص –الموظف- بطبيعته جيد ويختلف مستوى أداءه حسب طريقة التواصل معه ومساحة الحرية الممنوحة له، إضافة إلى طبيعة الوظيفة التي يشغلها.
قد يتسرع بعض المدراء أو صاحب القرار عامة بإطلاق حكماً بأن موظف ما “سيئ”، دون مراجعة طريقة إدارته لهذا الموظف وفاعلية التواصل معه.
الجميع يعرف “والت ديزني” وما حققه من نجاحات في عالم الرسوم المتحركة والأفلام، ولكن قد يخفى على الكثير بأنه قد فصل من عمله في إحدى الصحف الأمريكية بحجة افتقاده للإبداع والفكر الخلاّق!! فهل فعلاّ لم يكن مبدعاً؟!
الموظف مطالب بالاجتهاد في فهم الدور المسند إليه وأدائه على أكمل وجه، والمدير في المقابل مطالب بتطوير من يعمل تحته ومحاولة فهم عقليته وتوسعة نطاق عمله بشكل تدريجي حتى لا يصل إلى مرحلة الإحساس بالرتابة –والظلم أحياناً- والتي ستؤثر طبعاً بالسلب على نفسيته ومستوى إنتاجيته.
العوامل المؤثرة على أداء الفرد بشكل سلبي متعددة ويصعب حصرها، ولكن يمكن محاولة حصر أهمها من وجهة نظري في التالي:
- ضعف التواصل
- الخوف من المدير بدلاً من احترامه
- الفراغ وقلة المسؤوليات والمهام
قد يظهر مما ذكرت بأني أحمّل المدراء كامل المسؤولية في ضعف إنتاجية الموظف، ولكن بالتركيز قليلاً نيقن بأن “كل مدير موظف، وليس كل موظف مدير”، مما يعني أن المدير يحتاج أيضاً أن يعامل من قبل رئيسه بنفس الطريقة المطلوب منه اتباعها مع مرؤوسيه.
واجهنا عدة حالات منذ انطلاق معرض مشكاة التفاعلي، والتي لولا التريث –من بعد الله- لفقدنا كفاءات لها دور أساسي في بناء وتطوير هذا الصرح الشامخ. معظم هذه الحالات كانت تحتاج للثقة والدعم وإيضاح دور الموظف في المنشأة وتأثير عمله على الأهداف الكبرى لها، والأهم من ذلك توسيع مساحة السماحية للخطأ.
تسليمنا بضرورة عصمة الموظف يعد من الواقعية المفرطة التي لا يقبلها عاقل، فالخطأ مقبول طالما لم يكن نتيجة إهمال أو تعمد، مع ضرورة استغلاله كفرصة للتعلم والتطوير.
أتذكر عندما سئل توماس واتسون الأب في إحدى اللقاءات إن كان ينوي طرد موظف من شركته بسبب خطأ كلف الشركة 600,000 دولار أمريكي، فكان جوابه: بالطبع لا، قمت بصرف 600,000 دولار على تدريبه، فلماذا أمنح غيري الفرصة للاستفادة من خبراته؟!
آمنا في “مشكاة” منذ انطلاقتنا بضرورة دعم الكفاءات والحرص على تحويل الخطأ إلى فرصة للتعلم والتطوير، مما أوصلنا بفضل من الله إلى مرحلة من النضج والخبرة التي تؤهلنا إلى منافسة كبرى المعارض العلمية حول العالم والشركات بصفة عامة، إضافة إلى تطويرنا لكفاءات قادرة بإذن الله على تحقيق الكثير من الإنجازات للوطن والإسهام بشكل فعال في تحقيق رؤيتنا الطموحة، رؤية السعودية 2030.