رحلة اكتشاف التقنيات البديلة!
رحلة اكتشاف التقنيات البديلة!
مضاوي المحفوظ – الفائزة بالجائزة الخاصة لعام 2016
01/04/2017
يوم السبت الموافق 6 من أغسطس 2016 وصلت مجموعتنا (مجموعة الحائزين على جائزة “مستكشفو طاقة المستقبل” المقدمة من قبل معرض مشكاة التفاعلي الخاصة) مع مدير البرنامج الأستاذ عبد العزيز مرتضى إلى مدينة لندن. فذهبنا ظهيرة يوم الوصول لزيارة متحف العلوم / Science Museum والتقينا بالأستاذ مارك ستيد منسق جولتنا في المتحف الذي يقع في منطقة كينغستون بجانب جامعة إمبيرل كوليج. وقد كان هدفنا من هذه الزيارة هو استكشاف أسرار العالم العلمية والاستزادة بالمعرفة وتحفيز مطامحنا لتطوير مشروعنا الناجح.
كان المتحف مقسم لعدة أقسام حسب مبادئ علمية مختلفة، فبدأنا من قسم علم الفلك والفضاء ورأينا قطعة من القمر عُزلت عن الأكسجين لأكثر من 3 مليار عام. ثم انتقلنا بعد ذلك لقسم علم الهندسة والتقطنا صوراُ لقطار قديم كان يعمل عام 1829، وما أثار دهشتي فعلاً كان صاروخ النيتروجين والكبسولة الفضائية التي كانت تحوم حول القمر. بعد ذلك رأينا أول نظرية لتركيب الحمض النووي والتي تقارب بنية الشبكة البلورية التي نعرفها في يومنا الحاضر. لاحقاً توجهنا إلى عرض فلاش بانج والوب وقد أدهشتنا بعض التجارب المعروضة. كما شاهدنا فلم عن الأرض والفضاء على مسرح IMAX الثلاثي الأبعاد، والذي يعد من أكبر مسارح IMAX الثلاثية الأبعاد في أوروبا. وفي طبيعة الحال لم يمكننا القيام بجولة كاملة في متحف رائع مثل المتحف العلمي خلال يوم واحد، لذلك قررنا أن نكمل الجولة في زيارة أخرى يوم الأحد (الموافق 7 أغسطس) قبل مغادرة لندن.
بعد زيارتنا الثانية للمتحف يوم الأحد، ذهبنا إلى مدينة ماكينليث / Machynlleth – بويلز / Wales والتي تبعد قرابة 4 ساعات من لندن بالسيارة، وبعد الرحلة الممتعة وصلنا أخيراً إلى وجهتنا ! ألا وهي مركز التقنية البديلة / Center of alternative technology، حيث المغامرة الحقيقية!
يوم الإثنين استضافتنا منسقة البرنامج الأستاذة ديردري في جولة حول المركز وقدمت لنا محاضرة قصيرة عن القصة وراء إقامة المركز. وفي وقت لاحق حضرنا محاضرة برفقتها عن تغير المناخ، كما استمتعنا بلعبة حول موارد الطاقة. بعد استراحة الغداء التقينا بالأستاذ آرثر الذي وضح لنا آلية محركات توربين الرياح ومزايا تصاميم التوربينات المختلفة. وعلى وجه العموم المشي لمسافات طويلة في الجبال والوقوف بجانب توربينات الرياح جعلني أشعر أنني على قمة العالم، كان منظراً رائعاً مع نسمة هواء لطيفة ومنعشة في لحظة وقفتها تقديراً لجمال الطبيعة. وفي طريقنا إلى توربينات الرياح قبيل أن نبدأ بتسلق الجبال فعلاً خضنا مغامرة المشي للاستكشاف والتي قمنا بها كلٌ على حده، في البداية كان من الصعب المشي على الأرض الموحلة ولكن الطبيعة بأشجارها الطويلة والضخمة كانت محور اهتمامنا فلم نشعر بالإنهاك أبداً.
يوم الثلاثاء حضرنا محاضرتين مع الأستاذ آرثر حول الطاقة الكهرومائية والكهروضوئية، ولم تكن المحاضرات مملة على الإطلاق وذلك لأننا رأينا وطبقنا ما تعلمناه على أرض الواقع. الأهم من ذلك أنني كنت متحمسة جداً لتجربة مغامرة تغطية العينين والتي كانت تتطلب الاعتماد على حواسي الأربعة الأخرى بدلاً من حاسة النظر، فتارة كنت بين جذوع الأشجار وتارة أخرى أطأ على الطين حتى وجدت نفسي في النهر، لا أعرف كيف وصلت إلى هناك ولكنه كان نشاطاً رائعاً.
يوم الأربعاء قدمت لنا الأستاذة ديردري عرضاً موجزاً عن مشروع بريطانيا بلا كربون / Zero carbon Britain قبل أن يتم شرحه لنا بالتفصيل يوم الخميس، وهو مشروع عظيم لتوفير المصادر الطبيعية. كما أعتقد أن له أهداف وفوائد اجتماعية وذلك بالتأثير على المجتمع وأفراده لتحفيز مبدأ المشاركة في هذه القضية ذات الأثر والوقع الكبير على البيئة وكل ما هو حي، ورفع الحس بالمسؤولية والانتماء للعالم الذي نعيش فيه. عقب ذلك ذهبنا لاستكشاف الأرض في الغابات الطبيعية حيث تفحص الفريق مجموعة ضخمة من النباتات التي نبتت في المركز، وقد تعرفت على أنواع من النباتات لم أسمع بها من قبل. ثم زرنا شركة دالاس والتي تقدم الخدمات المهنية في مجال الطاقة المتجددة، وقد تشرفنا بتواجد أحد مهندسي الشركة والذي روى لنا قصصه في رحلاته للعديد من البلدان وذلك لتأسيس مشاريعهم الخاصة بالطاقة المتجددة وتدريب من يعملون في هذا النطاق ورفع مستوى الوعي بين السكان المحليين. رحلتنا لم تكن لتكتمل من دون زيارة السوق في ماكينليث حيث اشترينا بعض الهدايا التذكارية وتمتعنا بمذاق الطبق الإنجليزي الشهير من “السمك والبطاطا”.
يوم الخميس كان لدينا محاضرة حول الطاقة الشمسية وناقشنا فيها تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية. ثم قمنا بنشاط يتطلب وصفاً لرحلة قطعة من الشوكولاتة ملفوفة برقاقة القصدير في معمل الشوكولاتة وموارد الطاقة المستخدمة في هذه الرحلة. فوجدنا أن المصانع تستهلك كمية هائلة من مصادر غير متجددة وغير مستدامة للطاقة والتي تبعث كميات هائلة من الغازات الدفيئة والسموم المضرة بالبيئة. بعد فترة من الوقت ذهبنا بصحبة الأخصائي الزراعي في جولة حول مزرعة المركز حيث تتم زراعة الخضروات التي تقدم طازجة في مطعم المركز. بعد ذلك حضرنا حوار بول ألين بعنوان قصة الطاقة المذهلة والذي أمتعنا بقصة حول الطاقة. وأخيراً كان نشاطنا الخارجي في الهواء الطلق على الشاطئ وقد أمضينا وقتاً ممتعاً هناك.
يوم الجمعة صنعنا الهدايا التذكارية الخاصة بنا من الخشب، واتضح أن لكل منا نظرته الإبداعية في تصميم وصياغة عمله اليدوي الخاص. بعد ذلك قمنا بخبز البيتزا اللذيذة، وقد كان نشاط ختامي مثير للاهتمام. في النهاية احتفلنا باليوم مع الأستاذة ديردري، وهو اليوم الذي حققنا فيه هدفنا الأساسي.
أخيراً، تعلمنا واستمتعنا واستلهمنا وتفاعلنا مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، فلم تكن فقط صفوفاً لدروس علمية بل هي تجربة تعلمنا فيها دروساً عن الحياة كانت إثراءً لعقولنا وتعزيزاً لأنفسنا بالكثير من الدروس في المجالات والميادين المختلفة. لدينا رسالة ليسمعها العالم وهدف سيتم إنجازه، هدفنا هو تشجيع المبدعين من الشباب العامل بجد وجهد، وعلى وجه التحديد الشباب السعودي، للتفكير خارج الصندوق وإحداث التغيير وأن يكون منهم القائد والمؤثر. فكل ما علينا القيام به هو تحديد الأهداف الصحيحة والعمل بجد من أجل ذلك ومن ثم الاستمتاع برحلة النجاح والافتخار بالإنجاز.