
ماراثون الطاقة المتجددة!
تتسابق الدول يوماً بعد يوم لوضع رؤيا مستقبلية،على خِياري النفط والغاز في توليد الطاقة الكهربائية، وكأنها في سِباق ماراثوني للحصول على الطاقة المتجددة، بشكلٍ ثابتٍ وبتكلفةٍ معتدلةٍ، و لتحسين نوعية الحياة العصرية للإنسان. وهذا ما يدعو له خُبراء الطاقة في تحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي بتوازنٍ مستدام.
أنتجت الدنمارك من طاقة الرياح ما يكفي احتياجات البلاد الكهربائية ليوم واحد.
وقد أَدرَكت مُعظم دُول العالم مؤخراً قيمة استثمار الطاقة المتجددةمن مصادرها النظيفة، وأيضاً البحث عن بدائل للطاقة الأكثر توفيراً والأكثر صداقة للبيئة، وعملت جاهدةً على دراسة جدوى اتخاذ خطوات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة. فبدأت باستثمار بُنَى تحتية جديدة وذلك عبر إنشاء محطات الطاقة المتجددة في أراضيها، ومعرفة قُدرتها الإنتاجية لما يُحقق رغَباتِها واحتياجاتها المستقبلية.
و نَلْحَظ هذا التنافس في مُعظم البلدان الأُوروبية من خِلال إنجازاتٍ ضخمةٍ حقَّقَت أرقاماً قياسية عالمية في عالم الطاقة المتجددة، حيث أَكَّدَت منظمة طاقة الرياح الأُوروبية ” أنَّها قَطعتْ أشوطاً أكبر من أي مكان آخر في العالم “.
ففي 22 من فبراير 2016م، تمكَّنت الدنمارك من تَوليد ما يكفي من الكهرباء عبرَ طاقةٍ متجددةٍ 100% من طاقة الرياح، لتزويد البلاد بكامل احتياجاتها ليوم واحد، تمكَّنت فيه توربينات الرياح من توليد 97 جيجاواتمن الكهرباء وتولَّيد مقدار 70 جيجاوات من التوربينات البرية، أما المقدار الباقي 27 جيجاوات فقد نَتَجَ عن التوربينات البحرية. وكانت هذه الكهرباء التي تم توليدها بالاعتماد على نوع واحد فقط من الطاقات المتجددة كافية لعشرةِ ملايين منزل أُوروبي.
تمكنت أسكتلندا من تزويد جميع المنازل بالكهرباء لأربعة أيام باستخدامها لطاقة الرياح.
و أُسكتلندا كَبلد أُوروبي، رغبت بتحقيق هدفها بالاعتماد على الطاقة المتجددة كُلياً بنسبة 100% قبل العام 2020م، فاستخدامها لتوربينات الرياح مكَّنها من تزويد جميع المنازل بالكهرباء لأربعة أيام. وفي العام الماضي، بدأت أيضاً بتشغيل أول مزرعة ضخمة لطاقة المد والجزر، حيث تصل قدرتها إلى ما يكفي لاحتياجات 175,000 منزل.
هذا الماراثون لتنافس الدول للتنمية المستدامة والاستثمار فيالطاقات المتجددة، يرسم المسار الواقعي الموثوق لنموها الاقتصادي، فقد حان الوقت لإعطاء الطاقة المتجددة بأنواعها المختلفة الاهتمام والاستثمار الذي تستحقه، حتى وإن ارتفعت تكلفتها قليلاً، فستكون هي الخيار المثالي للسوق المستقبلي للطاقة في دول العالم.