
مصدر جديد للطاقة في المملكة
النِّفـايات الصُّلبـة…!.
ضمن الجهود المتضافرة لتحقيق هدف المملكة في تطوير سبل إنتاج الطاقة وتعزيز تقنياتها، يأتي حل استغلال النفايات الصلبة المحلية وتدويرها وتحويلها من مشكلة بيئية قائمة، إلى مصدر من مصادر الطاقة، واستغلالها لتوليد الطاقة الكهربائية، من خلال تحسين إدارة النفايات، وذلك تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
المحطة الأولى لمعالجة النفايات الصلبة
إنه المشروع الذي تم الإعلان عنه بإطلاق أول محطة لمعالجة النفايات الصلبة وتحويلها إلى طاقة خلال عام 2023م، والذي تقوم عليه الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير، وهي إحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، مؤكدة بأن هذا المشروع سيوفر فرصًا استثمارية كبيرة للشركات المحلية والدولية، في قطاع التكنولوجيا النظيفة وإدارة النفايات. و يؤكد المهندس جيرون فنسنت، الرئيس التنفيذي للشركة، بأن عملية تحويل النفايات إلى طاقة، هو الحل الأمثل للنفايات التي لا يمكن إعادة تدويرها، إذ تعد حلاً بديلاً عن العملية التقليدية العقيمة التي تعتمد على طمر النفايات في التربة. هذا مع الاستفادة من إمكانية توليد الطاقة من عملية الحرق، الأمر الذي يحقق توفيرًا للطاقة، وحلولاً بيئية أفضل للنفايات المحلية.
دور المركز الوطني لإدارة النفايات، وإدارة منطقة الرياض
ينطلق العمل على المشروع بمرحلة في نهاية العام الجاري، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لإدارة النفايات، وأمانة منطقة الرياض وذلك لبناء أول منشأة من نوعها لإعادة تدوير وفرز مخلفات الهدم والبناء في مدينة الرياض. حيث تقوم المملكة في الوقت الراهن بإعادة تدوير ما يقارب 10% بالمائة فقط من المواد القابلة لإعادة التدوير والتي يبلغ حجم إنتاجها السنوي نحو 50 مليون طن، بينما يتم التخلص من نحو 90 في المائة من المواد عن طريق الطمر، الأمر الذي يوقع أضراراً جسيمةً بالبيئة، ويمنع الاستفادة من المواد القابلة لإعادة التدوير.
أهداف المشروع وتطلعاته المستقبلية
وبحسب المهندس جيرون فنسنت فإن الشركة تتطلع إلى إعادة تدوير47% بالمائة من حجم الإنتاج السنوي لنفايات البناء والهدم في مدينة الرياض البالغة نحو خمسة ملايين طن سنويًا، ورفع وإزالة وإعادة تدوير قرابة 20 مليون طن من مخلفات البناء والهدم المتناثرة في الأحياء والشوارع، وذلك بحلول عام 2035م. وذلك باعتبار ما تشهده الرياض من تطور عمراني وازدهار في قطاع البناء يجعلها من أكثر المدن إنتاجا لمخلفات البناء والهدم، وأن اتباع الطرق التقليدية في التخلص من هذه المخلفات كطمرها مثلا سيؤدي إلى مشكلة بيئية مستعصية، فضلا عن الحاجة إلى توفير مساحات شاسعة لتغطي الكميات الكبيرة من هذه المخلفات، الأمر الذي يستوجب الاستغلال الأمثل لهذه النفايات.
إن استراتيجية الشركة وبالتعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة، تركز على الإدارة السليمة، ووضع نظام متكامل للتعامل مع النفايات، من المصدر حتى مرحلة التخلص الآمن منها، وذلك من خلال تطوير إدارة النفايات، بهدف تقليل كمياتها، وتدويرها، وإعادة استخدامها، وتوفير حلول لمعالجتها، بالتقنيات الإبداعية الحديثة، وتسخيرها لتحقيق رؤى وأهداف الوطن.