
هل تؤثر الطاقة المتجددة على صحتنا العامة؟
قد يبدو للوهلة الأولى أن الطاقة المتجددة، والصحة العامة لا يتقاطعان في الحياة، ولكن على العكس فقد ثبت في مناسبة اليوم العالمي للصحة، الذي يصادف الـسابع من أبريل، أنهما قطاعان مترابطان بشكل قوي ومؤثر على صحة الإنسان، بل على صحة الكوكب بأسره !..
نسمع جميعاً عن التغيرات المناخية التي تحدث للأرض، وكيف يلزمنا أن نتحرك بشكل جاد لخفض الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة، التي يعج بها هواؤنا، وذلك لتأثيرها القوي، خاصة على طبقة الأوزون، والتي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل عام، حيث سجلت عام 2017م، أعلى درجات حرارة على سطح كوكبنا.
ما السبب في ذلك؟
والجدير بالذكر أن السبب الأساس في إنتاج الغازات الدفيئة، هو النشاط الإنساني بشكل عام، ولكي نبحث الموضوع بهدف إيجاد الحلول، وإحداث التغيير اللازم، فإننا سننظر إلى المسببات بشكل مفصل ودقيق.
وباعتبار التطور الذي وصل إليه الإنسان في عصرنا الحالي، فإن سباق البحث عن الطاقة هو المسبب الأول والأكبر لانبعاث الغازات الدفيئة، حيث يتصدر إنتاج الكهرباء والصناعة قائمة مصادر التلوث الكربوني.
إن اعتبار الطاقة مسبباً رئيساً لتلوث الأرض والهواء، لايعني الحد من الاستهلاك بالضرورة، بل يفتح آفاقاً للإبداع البشري، في إيجاد الحلول، وإعادة النظر في التقنيات. فالطاقة المتجددة تُعد الحل الواعد لمواجهة هذا التحدي، لكونها منخفضة أو معدومة الانبعاثات. ففي دراسة أجرتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أكدت أنه يمكن الاعتماد على الطاقة المتجددة لتعويض ماقدره 80% من الكهرباء التي سيحتاجها الإنسان بحلول 2050م.
تحرك وطني جاد
وفي اهتمام محلي بهذا التوجه العالمي، تعد المملكة مشاركاً نشطاً في مفاوضات المناخ الدولية، حيث أنها شرعت في خفض انبعاثاتها الكربونية منذ أوائل عام 2010م، وذلك قبل اتفاقية باريس لتغير المناخ 2016م. وتعتزم المملكة من منطلق رؤيتها البيئية، زيادة توليد الطاقة المحلية من مصادر الطاقة المتجددة، بالاعتماد بشكل كبير على الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وذلك بحلول عام 2023م.