البرنامج الوطني لإدارة الكربون
“الطاقة مقوم أساسي لنهضة البشرية وتعزيز هذه النهضة يحتم التصدي لأبرز تحديات هذا العصر المتمثلة بالتغير المناخي “
في خطتها الشاملة نحو بناء خارطة طريق للأسس والمبادئ الرئيسية لتوطين تقنيات إدارة الكربون وتحقيق مستهدفات الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية، أطلق سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان ندوة بعنوان: (الاقتصاد الدائري للكربون، وإدارة الكربون بشكل كامل) مطلع الشهر الماضي.
شارك في افتتاح الجلسة مجموعة من الباحثين في مختلف مجالات إنتاج الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى صناع السياسات وعدد من المنظمين والأكاديميين من شتى دول العالم لوضع الإصلاحات المطلوبة للنهوض بتقنيات الطاقة النظيفة وتشجيع الاستثمار والابتكار.
وأعاد سموه التأكيد عما وعد به سابقاَ بأننا “لن نكون أبداً جزءًا من المشكلة، ولن نرضى بأن نكون جزءًا من الحل فقط، بل طموحنا أن نكون رواداً للحل، وأرى أن لدينا الإمكانيات والكفاءات لتحقيق ذلك”.
ونوه سموه على أن المملكة كغيرها من الدول النفطية، وبوصفها أحد أكبر منتجي المواد الهيدروكربونية على وجه الأرض، تتبنى سياسة البحث والاستكشاف لإيجاد طرق أخرى جديدة تؤدي لخفض مختلف الانبعاثات وعدم قصر ذلك على الكربون فقط، بل ثمة غازات آخرى ذات انبعاثات تؤثر على المناخ.
وفي هذا الصدد، تواصل أرامكو السعودية دورها عبر تكريس منهجية شاملة تتألف من مجموعة من التخصصات والمجالات تهدف للوصول لحلول مبتكرة لإدارة الكربون، عبر استخلاص ثاني أكسيد الكربون واحتجازه تحت الأرض كي لا يختلط في الغلاف الجوي.
وتستخلص الشركة يومياَ قرابة 40 مليون قدم مكعب من غاز ثاني أكسيد الكربون وتضخه عبر أنابيب بطول 85 كيلو متر إلى حقل النفط بالعثمانية، حيث يتم حقنه في مكامن النفط لتوليد ضغط يساعد على استخراج كميات أكبر من النفط.
دُشنت هذه الفكرة لأول مرة عام 2015، كما تدرس الشركة تطبيقها على جميع الحقول في المملكة وبذل جهود أكبر لاكتشاف طرق جديدة لتقليل الانبعاثات وخصوصاَ في مجال وقود السيارات.
تهدف إدارة الكربون لحشد جهود دول العالم من خلال زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة ودمج الأنشطة العالمية في مجالات البحث والتطوير لتقليل انبعاثات الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، بل وتحييد الكربون للوصول إلى صفر كربون بحلول عام 2050.