الطاقة المتجددة والمدن الحضرية
المدن، ذاك الهيكل الذي صممه الإنسان منذ عقود لنتعامل معه اليوم كأحد مسلمات مدَنيتنا، ولكن ماذا لو كان هذا النظام هو أحد التحديات الأساسية التي تعيق استدامة الحياة وجودتها؟
إن العالم في تطور مستمر والبشرية تسعى بشكل تلقائي إلى النماء والتوسع، وعلى ذلك فإن أمان مستقبلنا يتطلب نظرة تتفحص نُظمنا الحالية التي بنيت على أساسها المدن التي نحيا بها، فكافة الخدمات التي نعتمد عليها تؤثر بأشكال عدة على كوكبنا.
قُدم مفهوم المدن المستدامة للعالم منذ سنوات، ويشمل هذا المفهوم التصورات الأولية للتخطيط الحضري للمدن مع التركيز على نظم طاقة مستدامة ومتجددة. ومع توقيع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعام 2015 على أهداف التنمية المستدامة، بدأت الحكومات تتسابق في إطلاق المشاريع التنموية في مختلف المجالات للتحول إلى أنظمة شاملة ومرنة، قادرة على الصمود والاستدامة فوق كل شيء، رغبة في إيجاد أنظمة طاقة حديثة تتماشى مع البنى التحتية للمدن معتمدة بشكل كامل على الطاقة الخضراء والنظيفة بهدف الوصول إلى مدن تنعدم فيها الانبعاثات الكربونية وتحقق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية والنفايات الناتجة من هذه المدن. كما سعت بعض المنشئات الحديثة إلى استغلال ذلك للوصول إلى المدن الإيجابية والتي تضمن للإنسان حياة كريمة وآمنة متوافقة مع التصميم العصري لمدن المستقبل.
ذا لاين المشروع العملاق للمدن الذكية
دشن ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان المشروع الرائد ذا لاين بمدينة نيوم، وهو عبارة عن مدينة حضرية واعدة معززة بالذكاء الاصطناعي وتتميز بخلوها من كل أشكال التلوث أو الضوضاء. ستضم مجتمعات ذا لاين أكثر من مليون شخص من حول العالم لتكون المنصة الأمثل للابتكار والإبداع وحشد أفضل الامكانيات لتقديم حلول المستقبل. ذا لاين المدينة التي ستشغل بالكامل باستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100%، مما يعزز من ريادة المملكة في قطاع الطاقة المتجددة وقدراتها على تصدير الطاقة المتجددة وتطوير تقنياتها محلياً.
إن النمط المعيشي الذي تم نمذجته في ذا لاين يشكل ثورة حضارية في طريقة العيش البشري بهدف تعزيز صحة الإنسان وجودة الحياة واضعة بذلك رخاء المجتمع والمحافظة على الطبيعة أولوية لا يُتنازع عليها، ما يحقق بشكل مباشر أهداف التنمية المستدامة ويخدم توجهات رؤية المملكة 2030.