الطاقة المستدامة بين خبرة الماضي والتحول المستقبلي
نسعى في حياتنا اليومية لتحقيق مفهوم الاستدامة، لتلبية متطلباتنا الأساسية وتحقيق أهدافنا وأحلامنا، دون أن ندرك معنى الاستدامة!.. فنجد الاستدامة تلعب الدور الأساس في مسرح الأمور الحياتية، فالماء يُعد أحد أهم المتطلبات الأساسية للبشر جميعاً، وحاجتنا الدائمة للماء الصالح للشُرب يتطلب طاقة هائلة مروراً بمراحل معقدة، لتصل هذه الكمية من المياه الصالحة إلى جميع أفراد المجتمع.
فالاستدامة لها مفهوم شامل ومرتبط بحماية جميع الجوانب الحياتية للبشر
ولتأمين احتياجات الأجيال الحالية والحفاظ على الموارد من الطاقة والمياه وغيرها للأجيال المستقبلية، يجب التغلب على جميع التحديات التي من شأنها أن تعيق ذلك، وهنا تأتي الاستدامة لتكون المفهوم الشامل لحماية جميع جوانب الحياة، بما في ذلك، حماية البيئة وموارد الثروة الطبيعية، وذلك باستخدام تلك الموارد بطريقة لا تؤدي إلى فنائها أو تدهورها، كذلك التقليل من انبعاثات الغازات الضارة، وابتكار طرق ومنهجيات جديدة للحفاظ على الموارد وترشيد الاستخدام، بالإضافة إلى دعم التنمية البشرية ونشر الوعي بمفهوم الاستدامة.
وحيث أن قضايا الاستدامة تأتي في مقدمة الأمور التي تُوليها المملكة اهتمامها وحرصها، وذلك من خلال برنامج ” التحول الوطني”، عبر إدارة وتنويع مصادر الطاقة لديها بطريقة مستدامة للأجيال القادمة، وبالاعتماد على الطاقة الذرية والمتجددة بجانب النفط والغاز. ويعد هذا التنوع أحد عوامل النجاح لنمو قطاع اقتصادي مستدام مدعوم بالكوادر البشرية الوطنية.
سيظل الوقود الأحفوري، حالياً على الأقل، مصدراً مهماً للطاقة في المملكة ولسنوات عديدة قادمة
والمملكة تسعى بخطى ثابته للمحافظة على دورها القيادي في مجال الطاقة، حيث ينتج عن ذلك استحداث صناعات وطنية جديدة في قطاعي الطاقة الذرية والمتجددة، مع التركيز على الاستفادة القصوى من إمكانات التوطين التي تساهم في نمو المملكة اقتصاديًّا واجتماعياً.
ومع هذا كله سيظل النفط والغاز، حالياً على الأقل، مصدراً مهماً للطاقة في المملكة ولسنوات عديدة قادمة…