“الطاقة المستدامة” خيار المستقبل
التغير السريع والمستمر في مناخ العالم، وظاهرة الاحتباس الحراري، ومشكلة عدم وفرة الوقود الأحفوري، وزيادة عدد سكان العالم يوماً بعد يوم، يدفع الدول إلى تبادل الخبرات والتعاون من أجل حل المعضلات، وإيجاد مصادر مستدامة للطاقة، وهذا بدوره يؤدي إلى المحافظة على ما تبقى من ثروات الأرض للأجيال القادمة.
في هذا السياق تسعى المملكة العربية السعودية والمملكة الإسبانية نحو اعتماد الطاقة المستدامة بديلاً عن الموارد المحدودة للطاقة، وذلك من خلال الرؤية الثاقبة لكل من البلدين ضمن مناخ الثقة المتبادلة بينهما، والذي يعزز التعاون وتبادل الخبرات، لفتح أبواب جديدة أمام الشراكات الهامة والمشاريع الواعدة.
إسبانيا تسعى للحصول على 100% من طاقتها من الطاقة المستدامة.
هذا ما دعى زعماء الدولتين للتفكير الجدي في تشكيل مستقبل جديد للطاقة المستدامة بين بلديهما، منطلقين نحو تحقيق الأهداف المشتركة: كالتخفيف من الآثار المناخية، والسعي قُدماً نحو مستقبل آمن للطاقة، علاوة على ذلك ضرورة كون الطاقة المستخدمة صديقة للبيئة…
في الوقت الحالي، تعتمد إسبانيا على الطاقة المستدامة بنسبة 70.4%. وفي ظل هذا التوجه تسعى لتصبح الرائدة عالمياً في قطاع “الطاقة المستدامة”، وذلك بالوصول إلى نسبة 100% من الطاقة التي تحتاجها من المصادر المستدامة.
أما السعودية فبالإضافة إلى وصفها مزوداً عالمياً وموثوقاً للطاقة، تسعى اليوم لتعزيز مكانتها الريادية عن طريق برنامجها الوطني الواعد للطاقة المتجددة، نحو إنتاج مايعادل 9.5 جيجاوات بحلول العام 2023م.
1 جيجاوات تكفي لتزويد أكثر من 500 ألف منزل بالكهرباء سنوياً.
ويعتبر العام 2016م استثنائياً للدولتين، فقد نجحت إسبانيا عبر توربيناتها الهوائية فقط، من إنتاج طاقة كهربائية تكفي لتزويد أكثر من 10 ملايين منزل. أما المملكة فإنها بدأت بتنفيذ العديد من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتحقيق رؤيتها بإنتاج 3.45 جيجاوات بحلول العام 2020م.
وقد سعت إسبانيا من خلال زيارة جلالة الملك فيليب السادس، لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، إلى تفعيل سبل التعاون المشترك بين البلدين، والاستثمار في قطاع الطاقة الذرية والمتجددة، مما يدعم رؤية المملكة بتنويع مصادر الطاقة لديها والتقليل من اعتمادها على النفط، وبالتالي سيسهم ذلك بالنهوض بالمستوى الاقتصادي، وتوفير فرص عمل مستقبلية لكوادرها الشابة في مجال الطاقة المستدامة.