
أول محطة تحلية مياه بالطاقة المتجددة في المملكة
تميزت “نيوم” منذ إطلاقها بالكثير من الخصائص التي ميزتها عن غيرها من المدن، ويعد كونها مدينة ستعمل بالطاقة المتجددة بشكل كامل من أبرز هذه الميزات. وعلى ضوء ذلك استمرت “نيوم” في تقديم نماذج تطبيقية لحلول صديقة للبيئة وذات طابع تنافسي اقتصادياً وتنموياً. ولعل من أبرز ما تم الإعلان عنه مؤخراً بناء أول محطة تحلية مياه تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، فالطلب المستمر في الصعود على المياه العذبة مع شح الموارد الطبيعية لها يشكل تحدياً لا يجب التغاضي عنه.
ووفقاً لدراسة جديدة أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST)، فإن تحلية المياه بالطاقة المتجددة ستؤدي دورًا رئيسًا في مدينة نيوم. حيث قدم العلماء نموذجاً لتحسين عملية التوليد والمعالجة مع الاستثمار والتشغيل لقطاعي الكهرباء والمياه سوياً، ويتلاءم هذا النموذج مع معدلات الوفرة العالية للطاقة المتجددة مع مراعاة مرونة تخزين المياه والطاقة الفائضة.
ستحتضن مدينة الصناعات المتقدمة والابتكار “أوكساچون” في “نيوم” هذه المحطة والتي من المقرر لها أن تبدأ الإنتاج عام 2024. ولأجل ذلك وقّعت شركة “إينووا” للطاقة والمياه والهيدروجين، إحدى الأذرع التابعة لـ”نيوم”، مذكرة تفاهم مع شركتي “إتوتشو” اليابانية و”فيوليا” الفرنسية لتطوير المحطة. وفق ما أعلنت “نيوم” الالتزام به من الاقتصاد الدائري لتحقيق الحياد الكربوني وصولاً لتطبيق أعلى المعايير البيئية التي تحافظ على الموارد الطبيعية.
وتهدف المحطة إلى إنشاء إمدادات مياه مستدامة ووفيرة للسكان وقطاع الأعمال في “نيوم” بحيث يمكن الاعتماد عليها، محققةً بذلك أمن الإمداد. كما سيتم استخدام تقنيات متقدمة تضمن فصل كافة الرواسب والأملاح للحصول على أعلى درجة نقاء للمياه. ومن حيث المخلفات فالمحطة تستهدف الوصول إلى مرحلة التصريف الصفري للمخلفات الناتجة عن عمليات تحلية المياه، وذلك بإعادة استثمار المخلفات الناتجة عن عملية الفصل لاستغلالها في إنتاج كميات كبيرة من المواد الصناعية ذات القيمة العالية، والتي يمكن استخدامها محلياً أو تصديرها عالمياً؛ ما يعد سابقة في هذا النوع من المشاريع في تعزيز رؤية “نيوم” لتصبح مرجعاً عالمياً لهذا القطاع الحيوي.
أحاديث الطاقة – العدد السابع والستون – 2/12/1443 – 1/7/2022