إنتاج الهيدروجين من الطاقات المتجددة
تتسابق الدول لاستخدام أحدث التقنيات والموارد لتوفير سبل العيش الرغيد لشعبها، ولأنّ الصناعة تعتبر ركيزة متينة من ركائز الاقتصاد، نجد جميع دول العالم تتسابق لدعم هذه الركيزة. فمنذ بدء ثورة المحرك البخاري لم تتوقف الأبحاث والتجارب العلمية. وعند مشاهدتنا لكل بحث أو تجربة نجد أن وجود مصدر للطاقة يعتبر أمراً مهماً، فقد بدأ العالم باستخدام الفحم قديماً لإنتاج الطاقة، ولكن التحدي هو أن نسبة الفحم القابلة للاستخراج بسهوله تتراوح بين 15و 20% فقط من مجمل الفحم الموجود في الأرض.
تحويل الفحم إلى غاز!
وفي عام 1868م اقترح المهندس الألماني ويليام سيمنز فكرة لتحويل الفحم إلى غازات يمكن الاستفادة منها في إنتاج الطاقة أو في بعض الصناعات الكيميائية المختلفة، وتعرف هذه الطريقة بتغويز الفحم (وهي عملية تحويل الفحم إلى غاز) (Gasifying)، وهي تعتمد على حرق الفحم الموجود في باطن الأرض عن طريق حفر آبار تصل إلى رواسبه العميقة، ثم يضخ الهواء في تلك الآبار لإشعاله، العملية التي ينتج عنها غاز الميثان والهيدروجين وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون حيث تم ضخها للسطح للاستفادة منها.
ولكن تعتبر طريقة تحويل الفحم إلى غاز تحت الأرض محفوفٌة بالمخاطر، لأنها قد تتسبب بحدوث انفجارات، أو تسرب لبعض الغازات الضارة. ومع تقدم التقنيات المختلفة والبدء بالاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح لإنتاج الكهرباء، بدأ العلماء بالعمل للاستفادة من الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية أو توربينات الرياح لتحليل الماء إلى عناصره الأولية وإنتاج غاز الهيدروجين والأكسجين. حيث أصبح بالإمكان الاستفادة من الهيدروجين المنتج كوقود للسيارات التي تحتوي على خلايا هيدروجينية أو إرساله إلى محطات الطاقة لإنتاج الكهرباء وذلك خلال وقت الطلب العالي على الكهرباء.
وقود المستقبل ..
ويعتقد البعض أن الهيدروجين هو وقود المستقبل، وذلك لوفرته، حيث تغطي المياه ما نسبته 71% من سطح الكرة الأرضية، ولكون الانبعاثات الناتجة من استخدام الهيدروجين كوقود في مختلف وسائل النقل لاتعدو كونها بخار ماء، بمعنى أنه لاتوجد انبعاثات ضارة بالبيئة، مما يدفع البعض للاعتقاد بأن الهيدروجين من مصادر الطاقة التي ينبغي استثمارها بشكل أفضل وبكفاءة عالية، لتحقيق التنمية المستدامة للأجيال المقبلة، بما يضمن استمرار تقدم وازدهار البشرية، مع المحافظة على بيئة كوكبنا الثمين… الأرض.