
الأمونيا وتحول الطاقة
برزت الأمونيا كأحد خيارات الوقود منخفض الانبعاثات الكربونية لتساهم في تسريع الوصول إلى الحياد الكربوني، وهي عبارة عن مركّب يتكون من ذرة نيتروجين واحدة (82%) و3 ذرّات هيدروجين (18%) يرمز له كيميائياً بـ (NH3). وتختلف أنواع الأمونيا حسب طريقة إنتاجها، فالأمونيا الرمادية تنتج عن عملية تصنيعها انبعاثات كربونية وتساهم هذه العملية بنحو 1.8% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية.
بينما تأتي عملية إنتاج الأمونيا الزرقاء بنفس عملية إنتاج الأمونيا الرمادية ولكن متبوعة بتقنية التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه ما يجعلها منخفضة الكربون. وكانت أول شحنة من الأمونيا الزرقاء أُرسلت من السعودية إلى اليابان في سبتمبر 2020 واستُخدمت لتوليد الكهرباء. فيما تنتج الأمونيا الخضراء بعملية (هابر-بوش) التي تعتمد على الهيدروجين الأخضر عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ما يوفر المزيد من الخيارات للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأعلنت شركة التعدين العربية السعودية “معادن” في مايو 2023 عن تصدير شحنتها الأولى إلى الصين من الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون ضمن سلسلة من عمليات التصدير لدول العالم. حيث وقعت “معادن” اتفاقية لتوريد 25 ألف طن من الأمونيا الزرقاء إلى شركة “شينقهونغ للبيتروكيماويات”، وهي شركة صينية تعمل في صناعة منتجات البتروكيماويات.
وبذلك تعد “معادن” أكبر مصدر للأمونيا الزرقاء في العالم بعد حصولها على شهادة اعتماد في عام 2022م لتصدير ما يزيد على 138 ألف طن من الأمونيا النظيفة إلى أضخم أسواق العالم، والتي تشمل كوريا والصين واليابان والهند وتايلاند والاتحاد الأوروبي. الأمر الذي يعزز من الجهود المحلية والعالمية لتعزيز سلاسل التوريد الصناعية الصديقة للبيئة. كما يتوقع الخبراء بأن تحل الأمونيا الزرقاء محل الغاز الطبيعي المسال للعوامل البيئية والاقتصادية، وبذلك تكون الأمونيا البديل الأقرب للدول المصدرة للغاز الراغبة في تنويع مصادر إيراداتها المستقبلية.