
التحول إلى مزيج الطاقة
توجهت المملكة في تحولها بمجال الطاقة في الأعوام الأخيرة نحو مزيج الطاقة الأمثل، والذي يتوقع منه أن يحقق التفعيل الصحيح لمختلف مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود السائل للحصول على الكهرباء. ومنذ اعتماد هذا التوجه والمملكة تسعى بشكل حثيث إلى إدخال تقنيات متنوعة إلى القطاع بهدف الوصول إلى المزيج الذي يتسم بأعلى كفاءة وأقل تكلفة.
إن للاعتماد على مصادر الطاقة البديلة أثر إيجابي واسع، يبدأ بالمحافظة على البيئة من خلال توفير مصادر طاقة منخفضة الكربون بما يعزز من تحسين البيئة المحلية والمساهمة العالمية في مواجهة أزمة المناخ الناتجة عن الاحتباس الحراري الذي يؤثر على الكوكب بأكمله. ويمتد الأثر إلى خلق مجال صناعة محلية جديدة تساهم في تنويع مصادر الدخل وإثراء سوق العمل بتخصصات ومتطلبات تلائم العصر الذي نحياه الآن.
كما يعد مزيج الطاقة من أبرز العوامل التي تتحقق أمن الطاقة ووفرتها، ويأتي ذلك باعتبار الارتفاع المستمر في الطلب على الطاقة والعمل على رفع جودة الشبكة الوطنية للكهرباء.
كل هذه التطلعات يتم العمل على تنفيذها من خلال تظافر جهود المؤسسات الوطنية كلاً بحسب اختصاصه، ففي الفترة التي نشهد بها ترسية عقود مشروعي الرس وسعد للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بقدرة إنتاج إجمالية تبلغ ألف ميجاواط من الطاقة والتي ستساهم في توفير احتياج الطاقة لأكثر من 180 ألف منزل. حيث أكدت وزارة الطاقة بأن المنظومة تهدف إلى طرح مشاريع لإنتاج ما يقارب 15 ألف ميجاواط من الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة خلال العامين 2022 و2023.
هذا وقد أطلقت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة المرحلة الرابعة من مبادرة توطين تقنيات الطاقة المتجددة، والتي تهدف إلى توطين وتطوير وبرهنة تقنيات واعدة في مجال الطاقة المتجددة، بالعمل مع الجامعات ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص. وذلك لتوفير حلول تقنية مبتكرة لإنتاج وتخزين الطاقة، وإيجاد الطرق الأفضل للتعامل مع الظروف البيئية في المملكة.
إن تطوير تقنيات الطاقة بالمملكة وتفعيل مصادر الطاقة المختلفة بغرض تحقيق مزيج طاقة وطني متوازن، هو سعي جاد ومستمر ويقوم على مساهمة العديد من الجهات الوطنية، وهو مجال للبحث والابتكار والتطوير حتى نتمكن من الوصول إلى مستهدفات الطاقة ضمن رؤية المملكة الواعدة.