
التحول الوطني إلى الطَّاقة النَّظيفة
من خلال البحث في الطاقة المستدامة نجد أننا نقف أمام مساحة شاسعة، لا يمكن حصرها من الإمكانات المتاحة لتفعيل مصادرها، وذلك من دون التطرق إلى أهميتها وتأثيرها على كافة الجوانب الاقتصادية للمملكة العربية السعودية. وحينما نقوم بتسليط الضوء على الفوائد التي يمكن أن تنتج من خلال استغلال هذه الطاقة، نجد أن من أهم تلك الفوائد، الحفاظ على مصادر الطاقة الثمينة للأجيال القادمة، وتقليل الاعتماد على النفط والغاز كمصدرين للطاقة، إضافة إلى خفض نسبة انبعاث الملوثات البيئية.
السعودية تسعى لخفض 130 مليون طن من انبعاثات الكربون بحلول 2030
وعلى الصعيد الآخر فإن تلك الفوائد والإيجابيات، فتحت الأبواب لاستغلال الطاقة المستدامة في مواجهة أبرز المشاكل التي يعيشها العالم، كمشكلة الحصول على مياه صالحة للشرب، حيث تعتبر المملكة من الدول التي تعاني من شح الموارد الطبيعية للمياه العذبة. ومع التزايد الملحوظ لعدد السكان، إلى جانب غياب الاستخدام الرشيد والهدر للمياه، زادت صعوبة الحصول على المياه العذبة، مما اضطرنا إلى اللجوء لخيار تحلية مياه البحر، بالرغم من تكلفتها الباهظة إلى جانب القدر الهائل من الطاقة التي تستنزفها عملية التحلية هذه.
لذلك اتجهت مملكتنا نحو اتخاذ خطوة ذكية تضمن تحلية المياه وخفض استهلاك الطاقة، من خلال البحث في استخدام الخلايا الشمسية كمصدر طاقة متجدد لتحلية المياه، وبالفعل شرعت المملكة بتنفيذ مشروعات محطات التحلية التي تعمل بالطاقة المتجددة، فبدأت بالعمل على إنشاء أول محطة تحلية مياه بالطاقة الشمسية في المملكة بمحافظة الخفجي والتي تنتج نحو 60 ألف متر مكعب من الماء الصالح للشرب يومياً.
الخلايا الشمسية بمحطة الخفجي تنتج مايعادل 20 ميجاوات من الطاقة الكهربائية لتشغيل المحطة
كما لا يخفى على الجميع التطور العلمي الذي تشهده المراكز البحثية السعودية في مجال البحث عن حلول لتنويع مصادر الطاقة المستدامة. ولعل أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ دور قسم البحث والتطوير والابتكار بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، فقد ساهم هذا القسم إلى حد كبير في رسم أولى خطوات طريق المملكة نحو خلق بيئة مستدامة، من خلال القيام بأبحاث في أكثر من مصدر من مصادر الطاقة المتجددة، كتطوير تقنيات مبتكرة للمفاعلات النووية، وتطوير واختبار تقنية التخزين الحراري الصحراوي، وتحلية المياه بالطاقة المتجددة، وغيرها الكثير من الإسهامات والأبحاث التي تشارك الوطن الطموح في تحقيق مستقبل واعد، وطاقة نظيفة!