
الروبوتات في المحطات النووية
لطالما كان التحكم عن بعد جزءًا مهماً في المحطات النّوويّة للقيام بالمهام الضرورية في المناطق التي يكون بها مستوى الإشعاع عالياً وخطراً على البشر، فالتعامل مع المخلفات الإشعاعية أو التخلص منها يشكل تحدياً حقيقياً للمشغلين.
استغلال التكنولوجيا للتغلب على تحديات الحاضر والمستقبل
ففي حادثة محطة فوكوشيما النّوويّة التي نتج عنها مستويات عالية من الإشعاع في المنطقة وجدت الحاجة إلى روبوتات قادرة على تفكيك المفاعل وإزالة المواد المشعة منه. فالحل تطلب تصميم وتصنيع روبوتات خاصة للقيام بمهمة التخلص من تلك المخلفات. وقد صُممت عدداً من الروبوتات المبرمجة و روبوتات التحكم عن بعد من قبل كلاً من الشركات اليابانية ميتسوبيشي و هيتاشي وتوشيبا.
وعليه فإن العلماء في مختلف الدول بعد إدراك الحاجة لهذه الروبوتات بدأوا بالعمل بشكل مستمر على تطوير الروبوتات وتصميمها بما يخدم مختلف المهام داخل المفاعلات النووية، والتي تتطلب تدخلاً آلياً للمحافظة على صحة العاملين في المفاعلات النووية أو تقليل المشقة عليهم.
حيث قام فريق أو سي روبوتكس مع عدة جهات بابتكار LASERSNAKE2، وهو عبارة عن قاطعة ليزر مدموجة بذراع روبوت على شكل ثعبان قادر على التمدد للدخول إلى المناطق ذات الإشعاع العالي أو المناطق التي يصعب الوصول إليها داخل قلب المفاعلات النووية، ليقوم بتفكيكها باستخدام الليزر ليسهل عملية الوصول إلى المواد المشعة واحتوائها.
غواصون يعملون على مدار الساعة!
كما تشكل أنابيب المفاعلات النّوويّة تحت الماء تحدياً مؤرقاً للمشغلين، لأنه يجب فحصها بشكل دوري للتأكد من سلامتها وخلوها من أي ثقوب، ولذلك يتم إرسال غواصين يعملون لفترات طويلة مما يعرضهم للمشقة ومعدلات مرتفعة من الإشعاع.
إلى أن قامت شركة هيتاشي بتطوير Stinger ، وهو روبوت غواص يقوم بفحص سلامة الأنابيب النّوويّة تحت الماء، حيث يمكنه الوصول إلى أماكن وزوايا ضيقة، تتيح للفنيين من رؤية أي ضرر حاصل عن طريق الكاميرا الرقمية المثبتة على رأسه، كما توجد به فوهة ماء عالية الضغط تستخدم لتنظيف الأسطح المعدنية وللمحافظة عليها ومنعها من التلف.
وبذلك تفتح لنا الروبوتات مجالات عدةً وواعدةً لإستغلال الطاقة النووية بشكل أكبر وعلى نطاقات أوسع متيحةً للعلماء فرصاً مستمرةً لإكتشاف الإمكانيات التي يمكن للروبوتات القيام بها.