
الشَّمس الصِّينية الصِّناعيَّة
يعمل علماء في معهد فيزياء البلازما في الصين، في مشروع تجريبي متقدم فائق التوصيل اسمه “توكاماك” (Tokamak EAST) ويدعى أيضاً بالشمس الصناعية، فقد صمم ليحاكي تفاعلات الشمس الحقيقية، حيث يسعى العلماء من الوصول لأعلى درجة حرارة لمفاعل اندماج نووي تقارب 150 مليون درجة مئوية، أي عشرة أضعاف درجة حرارة الشمس الحقيقة، والتي تبلغ حرارتها 15 مليون درجة مئوية.
كيف يعمل؟
تتم هذه العملية عن طريق نشر البلازما في قلب المفاعل، بكميات هائلة من الحرارة مستخدمة المغناطيس لدمج ذرات الهيدروجين، فعند اندماج ذرات الهيدروجين تنتج كميات هائلة من الطاقة وتسمى هذه العملية بالاندماج النووي، وهي عملية مشابهة للتفاعلات التي تحصل بشكل طبيعي في الشمس. وقد استخدم العلماء طرقًا جديدة ومتقدمة لتسخين البلازما لفترات طويلة حتى تمكنوا من الحفاظ على درجة الحرارة هذه لمدة ١٠ ثوانٍ فقط. إلا أن هذه الفترة ليست كافية بل المطلوب الحفاظ على التفاعل لمدة طويلة نسبيًا، حيث يطمح العلماء للحفاظ على التفاعل لمدة ١٧ ثانية.
ولتحقيق ذلك يجب توفر ثلاثة عوامل رئيسة:
1-إنتاج درجة حرارة عالية للوقود.
2-الحفاظ على كثافة بلازمية عالية.
3-توفير عزل حراري ممتاز.
نتائج المشروع
سنتمكن من تشغيل مفاعل الاندماج النووي “توكاماك” والذي يعتبر خطوة تقربنا من التقليل من اعتمادنا على الوقود الأحفوري، فالهدف الأساس من صناعة هذه الشمس الصناعية، هو أنها ستمكننا من الحصول على مصدر هائل لا ينضب من الطاقة النظيفة، من غير أية انبعاثات كربونية. فمفاعلات الاندماج النووي تنتج طاقة هائلة أكثر بكثير من الطاقة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، كما أنه لا ينتج عنها أية مخلفات إشعاعية طويلة الأمد كمفاعلات الانشطار النووي. وتمكنت (الشمس الصناعية) من تحقيق ناتج كهربائي قدرة ١٠ ملايين واط، أي مايعادل الطاقة اللازمة لتشغيل ٢٠٠ ألف مصباح كهربائي.
وبانتهاء هذا المشروع فإن الصين تضع نفسها في المراتب الأولى بين الدول التي تتسابق للحصول على طاقة لا محدودة عن طريق التكنولوجيا النووية المتقدمة، ومن المرجح الانتهاء من هذا المشروع خلال عام ٢٠١٩م، والذي سيدعم مستقبلاً مشرقاً خالٍ من التلوث بالانبعاثات الكربونية.