
الطاقة الحرارية الجوفية كنزٌ لم يُستغل بعد!
يمتاز كوكب الأرض بمخزون وافر من مصادر الطاقة المتجددةوالتي يمكن استغلالها لتلبية احتياجاتنا اليومية من الطاقة. فمنذ آلاف السنين استخدمت المياه الساخنة المتدفقة من باطن الأرض والبخار المندفع من بين الصخور، لأغراض الاستحمام والطهي وتدفئة المنازل وفي بعض الصناعات المختلفة كصناعة الورق والمنسوجات. وما تزال مناطق كثيرة في شتى أنحاء العالم التي تتدفق فيها مياه الينابيع الحارة، تستقطب أعداداً كبيرة من الباحثين عن العلاج أو الراحة والاسترخاء.
يحتوي باطن الأرض ونواتها على مستودع حراري هائل يُدعى “الحرارة الجوفية
تتجاوز درجة حرارة نواة الأرض 6000 درجة مئوية، أما القشرة الأرضية التي يتراوح سمكها ما بين 5 إلى 60 كيلومتراً، فتبلغ درجة الحرارة في أعماقها ما بين 500 إلى 1000 درجة مئوية. كما تقدر الطاقة الحرارية الجوفية في حزام عمقه 10,000 متر تحت سطح الأرض، ما يعادل 50,000 ضعف موارد طاقة النفط والغاز الطبيعي في العالم بأسره.
وتمتاز الطاقة الحرارية الجوفية بأنها لا تتأثر بتغير الفصول أو بتعاقب الليل والنهار مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لذا تعتبر مصدراً ثابتاً للطاقة، يُمكن الاعتماد عليها لتوليد الطاقة الكهربائية على مدار العام.
يمكننا الحصول على الطاقة الحرارية الجوفية من حقول المياه الحارة الجوفية وحقول الصخور الحارة، التي توجد في المناطق النشطة بركانياً أو من حقول البخار الجاف في أعماق سطح الأرض حيث يمكن استخدامها لتشغيل توربينات توليد الطاقة الكهربائية.
عند إنتاج 300 ميغاوات من الحرارة الجوفية، فيمكننا توفير 4.5 مليون برميل نفط
وبالرغم من أن النشاط البركاني في المملكة في المناطق المحيطة بمدينة جيزان والمدينة المنورة محدود جدًا، إلا أنه كاف لإنشاء محطات توليد طاقة حرارية جوفية. حيث تسعى المملكة لتوليد 1 جيجاوات من هذه الطاقة بحلول عام 2032م.
فالطاقة الحرارية الجوفية بإمكانها أن تمثل قاعدة موثوقة ونظيفة ومتجددة للإنتاج الكهربائي على مدار العام، جنباً إلى جنب مع مصادر الطاقة الأخرى لدعم توازن مزيج الطاقة، الذي تسعى إليهمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة للمحافظة على سلامة بيئة كوكب الأرض.