
الطاقة المتجددة هل تحل مشكلة تأمين المياه العذبة؟
الماء هو العنصر الأساس في استمرار الحياة، وعلى الرغم من وجود مصادر كثيرة من المياه العذبة، فلا يزال توفير إمدادات مستقرة ومستدامة من الماء، يمثل تحديًا كبيرًا في تأمين حاجات أكثر من سبعة مليارات شخص يعيشون على سطح كوكب الأرض…
ولذلك فالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرهما، مناطق مُهددة بالاستخدام غير المستقر للمياه، حيث تجاوزت عمليات سحب المياه حاليا في بعض البلدان أكثر من نصف الكمية المتاحة طبيعيًا. وبالفعل فقد أدى ذلك إلى ازدياد استهلاك المياه خلال القرن الماضي، يفوق الزيادة السكانية بمعدل الضعف، وعلى المدى البعيد فسيكون لذلك عواقب وخيمة على نمو المنطقة واستقرارها، لذا فإن من الأولويات العاجلة، التوصل إلى حلول لتضييق الفجوة بين العرض والطلب على المياه.
تمركز الاحتياج في المنطقة
وقد اعتمد كثير من البلدان على تحلية المياه، على مدى الخمسين سنة الماضية، فحوالي 70 % من طاقة التحلية الحالية في العالم موجودة في الشرق الأوسط، وهي في ازدياد، ولكن نهج التحلية الحالي لتوفير المياه باستخدام الوقود الأحفوري، لتشغيل محطات التحلية التقليدية، هو ببساطة حل غير مستدام.
وبدلا من ذلك، يجب أن يكون التركيز في تحلية المياه على الطاقة المتجددة، خاصة وأنّ لديها القدرة على تعزيز سلسلة إمدادات المياه، وقد قطعت بعض الدول شوطاً رائعاً في هذا الطريق.
فعلى سبيل المثال فرضت السلطات الحكومية في غرب أستراليا على جميع محطات تحلية المياه الجديدة استخدام الطاقة المتجددة، ونتيجة لذلك فقد عمدت محطة تحلية مياه البحر في بيرث (SWRO) على الكهرباء المُولّدة من محطة لتوليد الطاقة من طاقة الرياح شمال بيرث. لذلك يجب على الحكومات أن تكون ناشطة في مواجهة مشكلة مشتركة وملحة كهذه المشكلة.
تقدم المملكة، خطوات سريعة للتطور
وبفضل الله أحرزت المملكة العربية السعودية بالفعل تقدما جيدًا في هذا المجال، بإدراكها لأهمية المياه من خلال استراتيجية التنمية الوطنية المتمثلة برؤية 2030، حيث تلتزم الدولة بتشجيع الاستخدام الأمثل لمواردها المائية من خلال ترشيد الاستهلاك، واستخدام تقنيات الطاقة المتجددة لتحلية المياه، حيث خصصت المملكة 24.3 مليار دولار من الاستثمارات لتوسيع قدرتها على تحلية المياه، بحلول عام 2020م، وإحدى تلك الإستثمارات هي في مشروع تحلية المياه بالطاقة الشمسية في الخفجي بطاقة إنتاج تبلغ 60 ألف م3/يوم وبسعة 20 ميجاوات وذلك كمرحلة أولى.
وهذا يؤكد سعى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الطموحة بأهدافها الاستراتيجية والاقتصادية إلى الحفاظ على مصادر الطاقة التقليدية من الاستنزاف عبرالتحول إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة والمستدامة.