
الكعكة الأثمن في العالم!
بات اليورانيوم عنصراً كيميائياً شهيراً، لكنه يقع تحت جدل مستمر من الغموض والفهم المغلوط، وحتى نكشف أغوار هذا العنصر لا بد أن نعود إلى جدول العناصر الدوري، لنكتشف خصائصه الكيميائية ونتعرف عليه ونفهمه، كما يقدمه العلم والتجربة لنا.
يُعد اليورانيوم أحد المعادن الانشطارية النفيسة، والذي يوجد في قشرة الأرض، ويعرف كيميائياً بالرمز ((U ويحمل العدد الذري 92. واليورانيوم يوجد في الطبيعة بثلاثة نظائر نوضحها كالتالي: اليورانيوم – 238 وهو الأثقل والأكثر وفرةً، واليورانيوم – 235 ، واليورانيوم 234. وفي سياق موضوعنا هذا، فإن تركيزنا ينصب على نظير اليورانيوم – 235، وهو القابل للانشطار عند قذف نواته بنيترون خارجي، وهو ما يُعرف بعملية الانشطار النووي، والتي ينتج عنها طاقة حرارية عالية، يمكن الاستفادة منها في توليد الكهرباء.
اليورانيوم أكثر وفرة في الطبيعة من الذهب .. بألف مرة!
في رحلة توفير الكهرباء وضمان استدامة النمو الوطني، تظهر ضرورة السعي المستمر إلى الاستغلال الأمثل للموارد المحلية والعمل على استثمارها الاستثمار الأمثل. فما زالت الدراسات مستمرة لمعرفة ما تستحوذه المملكة من اليورانيوم مقارنة باحتياط اليورانيوم العالمي.
وهذا ما يضعنا أمام فرص عملاقة استثمارياً وتنموياً، إذا ما أدركنا أن القدرة الإنتاجية للطاقة لحبيبة واحدة من اليورانيوم المخصب، تعادل الطاقة التي سينتجها برميل واحد من النفط.
إنّ اليورانيوم الذي يتم استخراجه من عمليات التنقيب، عادةً ما يحتاج إلى العديد من مراحل التنقية، وصولاً إلى عمليات كيميائية حتى يتم تركيز الوقود النّووي والتي ينتج عنها ما يعرف بالكعكة الصفراء. والتي عادة ما تحتوي على نسبة منخفضة من اليورانيوم الانشطاري النظير 235، وبتركيز يصل إلى 90% من اليورانيوم – 238. ويتم إخضاع الكعكة الصفراء إلى معالجات كيميائية لتحرير اليورانيوم من أيّ شوائب، استعداداً لعمليات التخصيب والتي عادة ما ينتج عنها سبائك يورانيوم تحتوي على تركيز نظير اليورانيوم – 235، أكثر بسبع مرات من تركيزه في مرحلة الكعكة الصفراء.
الطاقة النووية .. صناعة وطنية
تعد تقنيات إنتاج الطاقة مجالات علمية وصناعية ضخمة ومتطورة بشكل مستمر، فأن يتم تطوير التصاميم الهندسية للمفاعلات النووية التي يعد إلى إقامتها في المملكة بإشراك سواعد وطنية وقيامها على خبرات محلية، يعد أمراً جوهرياً لإيجاد قطاع مستدام يحوي فرصاً لا محدودة لتوطين القطاع وظيفياً ومعرفياً، محققاً بذلك التطلعات التي تعزم لها الهمم رفعةً لإمكانيات وطننا واستدامة للنماء فيه.