
المفاعلات النووية الكبيرة!
تتنافس دول العالم نحو الريادة في مختلف المجالات من التعليم والصحة والطاقة، لتحسين حياة الفرد من خلال تهيئة البيئة المناسبة. ولكون الطاقة ركيزة أساسية من ركائز اقتصاد المملكة العربية السعودية فهي تحفل باهتمام كبير من القيادة الرشيدة حيث بدأت المملكة في البحث للاستثمار في مجالات الطّاقة النووية.
ومجال الطاقة النّوويّة يحفل بالكثير من التقنيات الحديثة المختلفة، ففي عام 1950م، بدأ البحث والتطوير لاستخدامها في إنتاج الكهرباء، لتزويد العالم بمصدر طاقة منخفضة التكاليف. فكانت المفاعلات النووية الكبيرة إحدى نواتج هذه الأبحاث، حيث تمتاز بقدرتها العالية على إنتاج كم هائل من الكهرباء.
أنواع المفاعلات النووية الكبيرة
وتنقسم المفاعلات النووية الكبيرة إلى ثلاثة أنواع: مفاعلات الماء الخفيف المضغوط، والماء الثقيل المضغوط، والماء المغلي الخفيف. وقد اعتمدت المملكة مفاعلات الماء الخفيف المضغوط، كأولى المفاعلات المنتجة للطاقة الكهربائية؛ وذلك لعدة أسباب أهمها: أنها ذات جدوى وفعالية في إنتاج الطاقة النظيفة، ولسهولة صيانتها، مما يُؤكِد لنا سبب بناء 291 مفاعل من هذا النوع حول العالم حتى الآن، بالإضافة إلى 50 مفاعل قيد الإنشاء حالياً مقارنةً بباقي المفاعلات التي لا تتجاوز أعدادها مجتمعةً 127 مفاعل.
والجدير بالذكر أن المفاعلات النووية تمتاز بكونها تقلل من انبعاثات الكربون مقارنةً بالطرق التقليدية كحرق الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى أنها تُعتبر مصدراً ذا اعتمادية وموثوقية عالية، حيث تقوم المفاعلات النووية بإنتاج الطاقة يومياً على مدار السنة وبشكل مستمر، وتتوقف فقط في حالة صيانتها أو إعادة تعبئتها بالوقود النّوويّ.
كميات هائلة من الطاقة تلبي احتياجات المملكة
إن هذه المفاعلات الكبيرة قدرتها هائلة في إنتاج الكهرباء، حيث أنها تنتج ما مقداره 1000 – 1600 ميجاوات، وبالتالي فإن محطات الطاقة النووية في المملكة سوف تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية بمقدار 5% من احتياج المملكة من الكهرباء. ونظراً لحاجة هذه الأنواع من المفاعلات النووية للمياه لتبريدها، فإنه يتطلب إنشاء محطات الطاقة النووية على السواحل. وقد اتخذت المملكة موقعين على الساحل الشرقي للقيام بدراسة الخصائص الفنية للموقع ومن ثم اختيار الموقع الأنسب على ضوء هذه الدراسة.
ولا يخفى أن الاستثمار في هذا المجال سيساهم وبشكل كبير في توليد الطاقة الكهربائية، لتضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقة المستدامة والنظيفة، بالإضافة إلى أنه سيوجد فرصًا وظيفية نوعية كثيرة في مجالات مختلفة، مما سينعكس على المستوى المعيشي للفرد في المملكة العربية السعودية ويكون استمراراً للتطور والرخاء، الذي نتمتع به حالياً.