
المملكة العربية السعودية تصدر الطاقة المتجددة للعالم
إن تطوير أي صناعة محلية يقوم بشكل رئيس على ركيزتين: الأولى: الإمكانيات، والثانية: الطموح الجاد. ونحن هنا نناقش إمكانية أن تكون المملكة العربية السعودية دولة رائدة في صناعة الطاقة المتجددة بل والمصدرة لدول العالم.
فإن بدأنا بتجهيز الإمكانات بما ينطبق على قطاع الطاقة المتجددة فإن الوفرة الطبيعية لمصادر الطاقة المتجددة تكمن في المملكة حيث تمتاز المملكة بأعلى معدل إشعاع أفقي (GHI) في العالم بمقدار: 5700 – 6700 واط بالساعة/متر مربع يومياً، وسرعة رياح تبلغ 8 أمتار/ثانية في بعض مناطقها.
التوطين أولاً..
نضيف إلى هذا سهولة توطين صناعة هذه الطاقات، حيث يعمل البرنامج الوطني للطاقة المتجددة إلى توطين خمس مكونات أساسية لطاقة الرياح، يقابلها ثلاثة مكونات للطاقة الشمسية على المدى القصير والمتوسط. وتتضافر جهود وزارة الطاقة، وصندوق الاستثمارات العامة لتوطين الصناعة في هذا القطاع. الجدير بالذكر أن أحد أبرز الأولويات هو تصدير منتجات الطاقة المتجددة، وذلك ضمن المشاريع التي سيتم التفاوض عليها مباشرة عن طريق صندوق الاستثمارات العامة، وهذا هو التوجه الحالي الذي يتم العمل عليه في الوقت الراهن.
إن تنفيذ مشروع وطني بهذا الحجم يجب أن يقوم على عدد من الدراسات التطويرية الأولية لتعزيز فرص التمويل لهذه المشاريع وتسريع تنفيذها بتوفير المعلومات والإحصائيات اللازمة. والتي يعمل عليها مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة قبل طرح هذه المشاريع للسوق. تقوم هذه الدراسات للتحقق من بيانات موارد الطاقة طبيعياً ومواقعها، الدراسات الجيوتقنية والهيدرولوجية بالإضافة إلى الأثر البيئي، والتأثير على شبكة النقل المحلية. كما وأعلن المكتب أنه سيعمل على استكمال الدراسات التطويرية الأولية لمشاريع يبلغ حجمها 13 جيجاوات خلال العام الجاري.
الأهداف تتحول إلى واقع سريعاً..
بعد طرح مشروعي دومة الجندل لطاقة الرياح وسكاكا للطاقة الشمسية، سيتم طرح 12 مشروعاً تم استكمال دراساتها اللازمة بقدرة إجمالية تصل إلى 3.1 جيجاوات خلال عام 2019 بمشروعات معظمها تركز على الطاقة الشمسية. وذلك بطرح 11 مشروعاً في 11 موقعاً للطاقة الشمسية، ومشروعاً واحداً لطاقة الرياح في ينبع.
إنّ تسارع الخطى في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة يشير إلى مدى جدية هذا الطموح في جعل المملكة العربية السعودية رائدة في سوق الطاقة المتجددة إقليمياً وعالمياً. ويثبت ذلك رفع المملكة لطاقتها المتجددة المستهدفة مع مطلع هذا العام من 9.5 جيجاوات إلى 27.3 جيجاوات للخمسة أعوام القادمة، وصولاً إلى مزيج الطاقة الأمثل لريادة الوطن، وتحقيقاً لطموحات أبنائه.