
النِّفايات المُشِعَّة وسُبُل التّعامل معها
ككافة مصادر الطّاقة تُولِّد الطّاقة النّووية، نفايات ومخلفات يجب التعامل معها بشكل جيد، حيث تختلف النِّفايات الناتجة عن كل عملية إنتاج للطاقة بين مختلف مصادر الطّاقة، الأمر الذي أوجد طرقاً متنوعة للتعامل مع المخلفات، بل وإعادة تدويرها للوصول للاستغلال الأمثل للموارد، وتقليل النِّفايات، أو الحد منها إلى أدنى درجة ممكنة.
النِّفايات المشعّة
تنتج النِّفايات المشعة عن مختلف الأنشطة التصنيعية التي تستهلك المواد الخام الموجودة في الطبيعة، والتي تحتوي على نويدات مشعة. ويمكن لهذه الأنشطة أن تشمل الوقود النّووي المستهلك في محطات إنتاج الطّاقة الكهربائية، أو مراحل دورة الوقود النّووي بالإضافة إلى الاستخدامات البحثية والعلمية والطبية. وعلى أية حال، لايتم التعامل مع هذه النِّفايات على حد سواء، بل يتم تصنيفها حسب مستوى نشاطها الإشعاعي، بحيث أوجدت سبل للتخلص من كل نوع من النِّفايات، بما يضمن الأمان الصحي للإنسان والبيئة. وفق ما تنص عليه الوكالة الدولية للطّاقة الذّرية في المبادئ العامـة للتصـرف بالنِّفايات المشعة، فإنه تم تقسيم الطرق الرئيسية الواجب اتباعها للتصرف في النِّفايات المشعة إلى التأخير والاضمحلال، وهي الطريقة الأولى والتي تُوجب إبقاء النِّفايات عالية الإشعاع مخزنة حتى ينخفض نشاطها الإشعاعي إلى الحد المطلوب، من خلال الاضمحلال الإشعاعي للنويدات المشعة التي تحتويها هذه النِّفايات.
الطرق الثلاث للتخلص الآمن
بينما يتم تركيز واحتواء النِّفايات متوسطة الإشعاع عن طريق تحويلها إلى ترسبات صلبة أقل إشعاعاً من حالتها المذابة، يتم دفنها في بحيرات صناعية على أن تعزل جيداً لضمان انعدام أي تشتت إشعاعي في البيئة كطريقة ثانية للتعامل مع هذه النِّفايات. أما في الطريقة الثالثة فيتم إطلاق النِّفايات في البيئة بعد تخفيفها إلى الحد الآمن، وهذا ما يعرف بالتخفيف والتشتيت، والذي يطبق على النِّفايات منخفضة الإشعاع والذي يضمن عدم تأثيرها الضار على الإنسان أو البيئة في حال انتشارها بتركيز مُخفف. كل هذه الطرق تفرضها الوكالة الدولية للطّاقة الذّرية بإجراءات رقابية مكثفة بما يضمن تحقيق معايير الأمن والسلامة المتفق عليها للتخلص الأمثل من النِّفايات والمخلفات المشعة.