
الهيدروجين وقود المستقبل
على الرغم من ارتفاع تكلفة الوقود الهيدروجيني مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، إلا أنه يشهد طلباً ودعماً عالمياً متزايداً وذلك لمساهمته في مكافحة تداعيات التغيرات المناخية، حيث يمكن استغلاله كوقود في قطاعي النقل والصناعة مما سيخفض البصمة الكربونية لهذين القطاعين. ونظراً لمعدلات الرياح والإشعاع الشمسي فإن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أفضل المناطق لإنتاج الهيدروجين النظيف، واستغلت المملكة ذلك ببناء أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم بمدينة نيوم.
كما أكد سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان – وزير الطاقة – في افتتاح فعاليات معرض اكتفاء 2023، أن المملكة تخطط لتأمين الهيدروجين النظيف الأخضر والأزرق وتصديره للعالم. بالإضافة إلى تصميم المملكة على أن تكون المصدر الرائد عالمياً في هذا الوقود واستغلاله في الصناعات الثقيلة المحلية، كإنتاج الفولاذ الأخضر والألومينيوم الأخضر والأسمدة وغيرها بأسعار تنافسية.
ويأتي دعماً لجهود تفعيل الهيدروجين النظيف والاستثمار به، تنفيذ “أكواب اور السعودية” لأول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في أوزبكستان وفقاً لاتفاقية مبدئية تم توقيعها مع وزارة الطاقة الأوزبكية وشركة المواد الكيميائية “أوزكيميوسانوات”. ومن المتوقع أن يسهم المشروع في توليد 3 آلاف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، على أن يتم البدء بتشغيله في ديسمبر 2024.
كما أجمع مختصون في مجال الطاقة بندوة أقامها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بأن الطلب على الهيدروجين سيفوق 500 مليون طن في حلول عام 2050 وستصل حينها القيمة السوقية للهيدروجين لنحو 700 مليار دولار. ووفقاً لمستهدفات المملكة فإن الإنتاج السنوي للهيدروجين سيبلغ 2.9 مليون طن بحلول العام 2023، وستصل هذه الكمية إلى 4 ملايين طن سنويًا في عام 2035.