
طاقة المستقبل من النِّفايات النّوويّة !
منذ زمن قديم ساد في اعتقاد البشر، أنَّ النِّفايات بشتى أنواعها ضارة، ولا سبيل للاستفادة منها، و أصبحت بذلك مشكلة النِّفايات من أهم التحديات التي تشغل دول العالم، وذلك لما لها من أثر خطير مباشر على الإنسان بشكل خاص، وعلى البيئة بشكل عام. ولكن مع مرور الوقت طور العلماء والباحثون في مجال الطاقة النّووية، تقنيات وطرقاً لتحويل مشكلة النِّفايات النّووية، إلى حلٍّ مستقبلي واعد، يطمئن كثيراً من الناس، من الذين كان لديهم قلق دائم تجاه هذه النِّفايات الخطيرة!
والسؤال الآن، كيف يمكن أن يتم ذلك؟
تتم عملية تخفيف خطر نِّفايات اليورانيوم النّووية عن طريق قذفها بأنوية نيترونات سريعة تقوم بتقسيم الأنوية ذات العمر الطويل، والعالية الإشعاع، لينتج عنها أنوية أكثر استقراراً، وذات عمر قصير، وبذلك تسهل معالجتها وتخزينها والاستفادة منها.
هذه العملية “تحويل النِّفايات” تعتبر النافذة لمستقبل طاقة نووية آمنة ومستدامة. حيث إنه يمكن من الناحية التقنية توليد نفايات نوويّة من شأنها البقاء ضمن مستويات طبيعية معينة تتراوح بين 300 و400 سنة، بدلاً من بقائها في الطبيعة آلاف السنين حتى تضمحل ويتم التخلص منها.
محطات نووية للاستفادة من النفايات
ويمكن القول ببساطة إن استحداث محطات نووية حديثة للاستفادة من النِّفايات، سيقلل بقدر كبير من هذا العبء الثقيل على الأجيال القادمة. لذا فإنه عند استخدامنا للطاقة النووية في إنتاج الكهرباء، والتي سينتج عنها بالطبع نفايات نووية بشكل مستمر، يسعى العلماء دائماً إلى تطوير التقنيات الأنسب التي من شأنها الاستفادة من هذه النِّفايات بدلا من معاناة مشكلة التخلص منها.
فتخيل مثلاً لو أخذنا النِّفايات النّووية التي نتجت من المحطات النّووية في العالم، فبإمكاننا عندها أن نؤمن طاقةً تكفي لإنارة العالم كله لمدة ٧٢ سنة!