
مستقبل واعد للطاقة النووية
إن من أولى متطلبات التنمية في دول العالم وفرة الطاقة واستدامة قطاعاتها، كضمان لتأمين وفرة الكهرباء وتحلية المياه والطاقة الحرارية للاستخدامات الصناعية وأغراض التدفئة. وعليه فإن اعتبار تطوير تقنيات الطاقة النووية والنظر في الفرص الواعدة لهذا العلم أمر ضروري لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة، حيث تجتمع الجهود والمعارف بين مجموعة علماء من 10 دولة رائدة في العالم لتطوير تقنيات الطاقة النووية وتقديم الجيل الجديد من المفاعلات النووية للعالم.
الجيل الرابع من المفاعلات النووية المتقدمة
يهدف العلماء من خلال الجيل القادم من المفاعلات النووية المتقدمة والمعروف بالجيل الرابع (IV) إلى مواجهة تحدي الطاقة المستقبلية وتغيير مسار تقنيات الطاقة النووية صناعياً وتطبيقياً. ففي الوقت الحالي تتضافر الجهود بهدف تطبيق هذه التقنيات بحلول عام 2030م، وهو الموعد التقريبي لإيقاف معظم المفاعلات النووية القائمة حالياً باعتبار انتهاء عمرها الافتراضي.
يقدم هذا العمل ستة نماذج من المفاعلات النووية الحديثة والتي توفر درجات حرارة أكبر عن المفاعلات المتوفرة حالياً، الأمر الذي يرفع فرصة إنتاج الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة في المستقبل في أربعة نماذج بشكل خاص. كما تعمل مجموعة مستقلة من العلماء من دول مختلفة بشكل متناغم على صياغة النظم والمعايير لهذه المفاعلات الحديثة.
6 نماذج من التقنيات المتقدمة لمستقبل واعد للطاقة النووية
يجدر بنا هنا التطرق إلى بعض الميزات التي تعدنا بها هذه النماذج الستة من المفاعلات المتقدمة، حيث يركز العلماء على رفع معدلات الاستدامة في هذا القطاع وذلك برفع كفاءة استغلال الوقود النووي وتقليل النفايات المشعة. إضافةً إلى رفع وتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة، والتي تضمن التعامل الأمثل مع أية حوادث ممكنة بدون الحاجة إلى التدخل البشري. وستتيح تقنيات الطاقة النووية المتقدمة اقتصاديات منافسة في قطاع ليس لإنتاج الكهرباء فقط بل إلى إنتاج الهيدروجين وتحلية المياه، كما يمكن استغلال الطاقة الحرارية الناتجة لأغراض التدفئة في المساكن.