
البطارية الذرية طاقة المستقبل
يشهد التطور التكنولوجي في مجال تخزين الطاقة ظهور مركبات وتقنيات كهربائية لا تسبب أضرار بيئية ولا تؤثر على جودة الحياة، لكن ما يعرقل عملية الانتشار الكبير لهذه التقنيات هو عدم وجود بطاريات ذات سعة عالية تفوق مدى 300 كيلو متر لشحنة واحدة مما تسبب في خلق مخاوف لدى السائقين وخاصة عند السفر لمسافات طويلة.
و أسهمت الأبحاث بظهور تقنيات ناشئة كبطاريات الليثيوم أيون التي تستخدم في الهواتف المحمولة وسيارات تسلا ومحطات الطاقة المتجددة وغيرها.
وتمتاز تلك البطاريات بسعتها العالية وعمرها الطويل و وفرة عناصرها منها في الطبيعة كالصوديوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والأوكسجين. إلا أنها لا تخلو من العيوب كغيرها من الاختراعات إذ تقل قدرتها على الاحتفاظ بالطاقة مع كثرة الاستخدام والشحن. كما أنها تتأثر بالعوامل الجوية، ويضاف إلى ذلك المخاوف التي أثيرت حول أضرارها على البيئة.
يشهد العالم اليوم ظهور نوع جديد من البطاريات تستخدم ألماس الصناعي الصلب، الذي يمتاز بأدائه العالي مقارنة بالبطاريات الأيونية، حيث تؤدي تلك البطاريات بشكل عالي الجودة عند درجات الحرارة القاسية، وقد تمثل حلاَ مثالياَ لاستخدامها في الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية وأجهزة الاستشعار الذكية. يعمل على تطوير هذه البطاريات مجموعة من الباحثين من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة من خلال استخدام النظير الكربوني المشع للوصول لبطاريات توفر تياراَ متواصلاَ يدوم لعقود من الزمن.
تعمل هذه البطارية بالنفايات النووية، حيث يتم جمع النظائر المشعة من مخلفات الوقود النووي مع طبقات ألماس النانوي المغطى بألواح مكدسة في خلية بطارية، حيث يمكنها أن تشغل مركبة فضاية أو مستشفى مثلاً لمدة 28000 عام دون الحاجة لإعادة شحنها أو استبدالها، كما أنها آمنة تماماَ.
ويأمل الفريق أن توفر البطاريات حلاَ آمناً لإعادة استغلال النفايات النووية بعد خروج محطات الطاقة النووية من الخدمة وذلك بتحويلها إلى بطاريات طويلة الآمد.
ومن المتوقع طرح هذه البطاريات في عام 2023 بحسب شركة Nano Diamond Battery المصنعة لها، وتعمل الشركة على إصدار بطاريات للهواتف الذكية والسيارات الكهربائية لمدة تصل إلى عقد من الزمن.
العالم اليوم أمام واقع جديد ترسم التكنولوجيا خطوطه العريضة يتمثل في التحول نحو الطاقة وتخزينها والحفاظ على البيئة بما يضمن بناء اقتصادات متينة وتوفير حياة آمنة ومستقرة لشعوب العالم.