
الطاقة الشمسية تتصدر الطاقات المتجددة
ساهم التطور الكبير في قطاع تقنيات الطاقة وانخفاض سعر المواد المستخدمة في مجالات بناء محطات الطاقة المتجددة ساهم بشكل بارز في التوجه نحو الطاقات المتجددة والشمسية منها على وجه الخصوص، فالتكاليف في وقتنا الحالي أقل مما كانت عليه في السنوات العشر الفائتة بنسب كبيرة، حتى أنها بلغت ما يقارب 90% للطاقة الشمسية.
ويشهد السوق في الدول الخليجية منافسةً من القطاع الخاص في الاستثمار بمشاريع الطاقة المتجددة ضمن الجهود للحفاظ على استدامة الطاقة وخفض تكاليف إنتاجها وتلبية الطلب المتزايد للكهرباء في الأسواق المحلية. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية التي شهدها العالم خلال هذا العام إلا أن العمل لا يزال قائماً على تلك المشاريع ويتواءم ذلك مع آخر تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة عن دور تحول الطاقة في تحفيز الاقتصاد العالمي في الفترة الحالية وعلى مدى الثلاث سنوات قادمة.
شمس المملكة العربية السعودية
في الوقت الراهن تبلغ نسبة الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية 5% فقط من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي خضم ذلك تتجه الممملكة العربية السعودية إلى زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة ورفعها حتى تصل إلى 60 جيجاواط بحلول عام 2030م.
ويغلب عليها الاعتماد على الطاقة الشمسية وذلك لما تتمتع فيه شمس المملكة بكمية الحرارة المركزة على أرضها والمساحات الكبيرة الشاسعة. ويأتي ذلك في فترة يتطلع العالم فيها للمشروع الواعد الذي صرح وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بقرب الإعلان عنه، بحيث سيكون المشروع ذو التكلفة الأقل للطاقة الشمسية مقابل كل كيلوواط من الكهرباء عالمياً.
يتوقع للطاقة لشمسية أن تقود إمداد العالم بالطاقة الكهربائية، وذلك بحسب الدراسات التي تشير إلى أنها تشكل 80% من النمو في توليد الكهرباء على مستوى العالم في الأعوام القادمة، مع قدرة نمو بمتوسط 12% سنوياً. كما أن الطاقة الشمسية هي الطاقة الوحيدة التي واصلت النمو بشكل ملحوظ خلال العام الجاري بكافة تحدياته، ويتوقع لها أن تسود على الطاقات الأخرى باعتبار معدل انتشارها العالمي الكبير حالياً إلى معدلات قياسية بحلول عام 2022.
الاستدامة في الطاقة المتجددة
يلعب التغير المناخي دوراً كبيراً في الضغط على اقتصاديات العالم مما يدفعها نحو البحث عن بدائل تسهم في تحقيق الاستقرار لها بما يتوافق مع الأهداف العالمية للمحافظة على البيئة وخفض الانبعاثات الكربونية، وقد وجدت ذلك في مشاريع الطاقة المتجددة التي لا تحقق فقط التوجهات الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة بل وتساهم في تحفيز الاقتصاد العالمي و النماء الصناعي. وفي يومنا الحالي أصبح بمقدور الأفراد العاديين امتلاك نظم منزلية رخيصة لإنتاج الطاقة الخضراء في منازلهم، وبات من القريب جداً القدرة على تخزين الطاقة في بطاريات خاصة ضمن البيوت وبذلك تتحقق لدينا حلول نظيفة ومستدامة على كافة الأصعدة.