المملكة العربية السعودية ونهج الاقتصاد الدائري للكربون
في ريادة محلية لمنهجية تم تبنيها عالمياً، افتتح سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان – وزير الطاقة – مبادرة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، الخاصة بالاقتصاد الدائري للكربون (CCI) وأكد سموه أن الجامعة مجهزة بكل الاحتياجات اللازمة والمطلوبة لتفعيل المبادرة. ويأتي ذلك ضمن جهود الجامعة للاستفادة من القوى البحثية والمعرفية في دعم رؤية المملكة 2030 ومجموعة العشرين والبرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون.
تتمثل منهجية الاقتصاد الدائري للكربون في تقليص الانبعاثات مع تحويلها إلى مواد فاعلة واستغلالها بالشكل الأمثل للمصلحة البيئية والاقتصادية. ويتم ذلك من عن طريق أربع مجالات رئيسية وهي: (تقليل الانبعاثات الكربونية، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، وإزالتها).
حمايةً للكوكب
إن المساعي التي تقصدها المملكة لتحقيق دورها في اتفاق باريس للمناخ تتعدى الجهود المحلية لتصل للتأثير العالمي، فقد جرى تأكيد ذلك خلال رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين. حيث دعت المملكة الدول الأخرى إلى التعاون لمواجهة تحديات المناخ بالحلول التي تضمن الرفاه والتنمية للإنسان، وقد شرعت المملكة بتطبيق العديد من الخطوات الجادة التي يمكن الإحتذاء بها لتطبيق الاقتصاد الدائري للكربون على أصعدة عدة بدءاً من البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة الذي أطلق بعام 2012 وصولاً إلى الخطط الكبيرة لتوليد مانسبته 50% من الكهرباء بالاعتماد على الطاقة المتجددة في عام 2030.
كما يتم العمل حالياً على تطوير أكبر منشأة للهيدروجين الأخضر في نيوم، وعلى غرار هذه الجهود أنشأت شركة “سابك” أضخم منشأة في العالم لتنقية ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 500 ألف طن منقى من الكربون في السنة! ويشار أيضاً إلى تطبيق أرامكو السعودية لعمليات الاستخراج المحسن للنفط بما يعادل خفض 800 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. إن المملكة ومن خلال كافة هذه المشاريع تصور النموذج الحي لتطبيق النهج الشامل والواقعي لإدارة الكربون وذلك بالتحكم بالانبعاثات الكربونية في جميع القطاعات وتحويلها إلى مواد ذات قيمة.
الطاقة المتجددة تقنيات تقلص الفجوات
و يجري على ضوء ذلك تطوير تقنيات الطاقة المتجددة، الأمر الذي يعزز من تقليص الانبعاثات كأول مرحلة من مراحل الاقتصاد الدائري للكربون. نعود هنا للتركيز على دور علماء البحث والابتكار في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، ويأتي على سبيل الذكر لا الحصر التقدم المذهل للجامعة في تطوير برنامج حاسوبي يتوقع له الإسهام بشكل فاعل في تغيير إرشادات وقواعد التصميم للخلايا الشمسية العضوية كي تنافس التقنيات الكهروضوئية التقليدية بكفاءتها المرتفعة.
إن المملكة ومن خلال رئاستها لمجموعة العشرين شجعت على تبني الاقتصاد الدائري للكربون وذلك للوصول للإدارة المثلى للانبعاثات سعياً منبعه المسؤولية الوطنية لتخفيف وطأة آثار التحديات المناخية العالمية، وتسخير أنظمة الطاقة النظيفة والمستدامة لخلق مستقبل طاقة آمن ومستقر.