
القبة الشمسية
يؤثر التغير المناخي الذي يشهده العالم في الآونة الأخيرة سلباً على سطح الأرض، مسبباً زيادة في جفاف الأنهار حول العالم وندرة الأمطار الموسمية، الأمر الذي قاد الكثير من الدول للاعتماد على تحلية مياه البحر لتوفير حاجتها من مياه الشرب. ويتزامن ذلك مع السعي الحثيث لدول العالم لمحاولة خفض الانبعاثات الكربونية والتحول نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة.
شهد عصرنا ظهور العديد من التقنيات التي يمكن أن تشكل حلاً منخفض التكلفة وخالي من الانبعاثات الكربونية ومن أبرز تلك التقنيات الحديثة التي ظهرت مؤخراً “القبة الشمسية” وهي عبارة عن هيكل فولاذي مدفون تحت الأرض مغطى بقبة زجاجية تعتمد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، ويغلفها مرايا عاكسة تعمل على تركيز أشعة الشمس نحو القبة حيث تقوم بتسخين مياه البحر التي تم تمريرها عبر قنوات إلى داخل القبة حيث تحدث عملية التبخير ومن ثم ترسيبها كمياه عذبة.
ونظراً لوفرة أشعة الشمس في سماء المملكة والتي يمكن تسخيرها كمورد أساسي للطاقة، أطلقت شركة نيوم (محطة نيوم لتحلية مياه البحر) والتي بدأ العمل عليها في فبراير من العام الماضي بالتعاون مع شركة “Solar Water Limited“. ويتميز موقع مدينة نيوم بسهولة الوصول إلى مياه البحر ووفرة موارد الطاقة المتجددة والذي يعد وضعاً مثالياً لإنتاج مياه عذبة منخفضة التكاليف وبتقنيات مستدامة.
تضاف هذه الاتفاقية لمشروع نيوم الكبير الذي يعتمد تكنولوجيا المستقبل والطاقة المتجددة في بنيته الأساسية، حيث تعتبر تقنية القبة الشمسية قليلة التأثير على البيئة وتعد من أكثر الحلول فعالية لمواجهة مشكلات العالم في الحصول على مياه عذبة وذلك بمقارنتها بما يستخدم حالياً من تقنيات التناضح العكسي في محطات تحلية المياه التقليدية والتي تعتمد على الوقود الأحفوري في عمليات الاستخراج مسببة ارتفاع في نسبة المحلول الملحي والذي كان يصرف سابقاً في البحر مؤثراً على الحياة البحرية.
أن تتبنى نيوم هذا النهج الحديث يؤكد التزام المملكة في دعم الابتكار والدفاع عن البيئة والحفاظ على نقائها وبقائها وتوفير حياة رغيدة واستثنائية بانسجام وتكامل مع الطبيعة.