
في رحلة أفريقية
تمتاز القارة الأفريقية بالتنوع الجغرافي والتضاريسي المتمثل بالسهول والأنهار والجبال والهضاب والتي كان لها الدور الكبير في التشكيل المناخي للقارة. فقارة أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية كالشمس والرياح والمياه، وكان لهذا التنوع مساهمته وبشكل كبير في تغيير الرحلة الأفريقية من الطاقات غير المتجددة نحو الطاقة المتجددة واستغلالها لتلبية الاحتياجات اليومية من الطاقة. فأفريقيا يسكنها أكثر من مليار شخص في 54 بلداً، لا تصل فيها الكهرباء إلى أكثر من نصفهم. لذلك فالعديد من الدول الأفريقية بدأت وبشكل متسارع في الاستفادة من الموارد الطبيعية التي لديها لإنتاج الكهرباء وزيادة نموها اقتصادياً بهدف تحفيز التنمية وتحسين حياة الناس وسبل العيش.
دولة كينيا 100% طاقة متجددة بحلول عام 2020
وتتمتع أفريقيا بموارد كبيرة من الطاقة المتجددة، وهي في وضع يمكنها من اعتماد تكنولوجيات مبتكرة ومستدامة ولعب دور رائد في العمل العالمي لتشكيل مستقبل للطاقة المستدامة. ويمكن لأفريقيا أن تلبي ما يقرب من ربع احتياجاتها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. إن الطاقة المتجددة حالياً في تزايد مستمر فالطاقة الكهرومائية لها النصيب الأكبر منها بما يعادل 84% من إجمالي الطاقة المتجددة.
هناك عدة دول أفريقية تقود التوجه نحو الطاقات المتجددة: فعلى سبيل المثال تنتج دولة كينيا حالياً حوالي 70% من طاقتها من الطاقة المتجددة بالاعتماد على الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الجوفية، كما أنها انتهت من تركيب مزرعة توربينات الرياح سعياً منها لإنتاج 100% من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020. وكذلك دولة أثيوبيا التي تعتقد أن الطاقة الكهرومائية ستكون مفتاح مستقبل الطاقة في البلاد، حيث تهدف من خلال بناء سد النهضة إلى حل مشكلة نقص الطاقة. فعند اكتماله بشكل كامل في 2022 فإنه سينتج طاقة أكثر من أي سد أخر في أفريقيا.
سد النهضة الكبير – مستقبل الطاقة في أثيوبيا
فالطموح الأفريقي مستمر في مضاعفة حصة مصادر الطاقة المتجددة للتغلب على مشاكل الطاقة التي تواجهها بالاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لما تمثله إمكانات الطاقة الشمسية حوالي 40% من الإجمالي العالمي و 32% من الإجمالي العالمي لطاقة الرياح في أفريقيا للقفز بالقارة إلى مستقبل مستدام ومزدهر للجميع، وزيادة الفرص الوظيفية التي تقدمها الطاقة المتجددة الهائلة لوضعها على طريق التنمية النظيفة.