المنافسة الجادة للطاقة المتجددة
يعد التحول إلى الطاقة المتجددة تحول تاريخي وسريع، ويأتي ذلك نتيجة لعوامل عدة أهمها التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، وانخفاض تكلفتها. وعلى الرغم من أننا لازلنا نشهد مساهمة الوقود الأحفوري في توفير الطاقة للمجتمعات إلا أنه يتوقع أن يرتفع معدل الإعتماد على الطاقة المتجددة في العام 2020 تزامناً مع انخفاض تكاليفها، فوفقاً لتقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة الذي أصدرته في عام 2019، فلقد بلغت تكلفة إنتاج الطاقة من الطاقة المتجددة أدنى مستوياتها على الإطلاق بعام 2018 لتصل إلى 2.34 دولار أمريكي/ كيلووات بالساعة، الانخفاض الذي ينافس تكاليف الوقود الأخفوري بشكل جدي.
انخفاض تكلفة التقنية وزيادة قدرة الطاقة المتجددة عالمياً
وإذا ذكرنا العوامل الدافعة للإعتماد على الطاقة المتجددة بإسهاب، فإننا لابد أن نضع التأثير البيئي الإيجابي الذي سينتج عن الإعتماد على الطاقة المتجددة أولاً. يلي ذلك الانخفاض المشهود في تكاليف تقنيات الطاقة بذاتها، حيث يتوقع أن تزيد قدرة الطاقة المتجددة عالمياً بما نسبته 50% خلال الخمس سنوات القادمة، بالنظر إلى توقعات الوكالة الدولية للطاقة بتراجع تكاليف تصنيع الألواح الشمسية لوحدها من 15 إلى 35% بحلول عام 2024. بالتالي يتوقع للطاقة الشمسية أن تشكل 60% من هذا التحول بينما ستشكل طاقة الرياح ما يقارب 25%.
الجدير بالذكر أن الاستثمار العالمي في إمكانيات الطاقة المتجددة بلغ 2.6 تريليون دولار بنهاية العقد الماضي، ما ينم عن الثقة التي كسبتها مصادر الطاقة المتجددة خلال العشرة أعوام الماضية والوتيرة في إزدياد وتعمق أكثر في قطاع توليد الكهرباء بينما تتراجع استثمارات الوقود الأحفوري سنوياً ويعد تقدمها بطيئاً بالمقارنة. علماً بأن استثمارات الطاقة الشمسية فقط بلغت 1.3 تريليون دولار بنهاية عام 2019، وقد بلغت بذلك قدرة الطاقة الشمسية المفعلة خلال العقد الماضي ما يقارب 638 جيجاوات وبذلك تكون الاستثمار الأكبر في قطاع توليد الكهرباء عالمياً.
عوائد الطاقة المتجددة
إن انتشار الطاقة المتجددة وزيادة الإعتماد عليها ينتج عنه عوائد عالية الأهمية لمعظم جوانب جودة الحياة، فلو نظرنا إلى جانب التطور التقني الذي يسمح به قطاع تكنولوجيا الطاقة المتجددة، فإننا سنرى قطاعاً علمياً واعداً للاكتشاف والإبداع الإنساني في تسخير العلم لما يخدم الحياة وجودتها على هذه الأرض. كما أن الطاقة المتجددة تسمح لكافة دول العالم أن تعمل على تسخير مواردها بما يخدم احتياجاتها ويغطيها بمعزل عن أي تحديات عالمية فيما يتعلق بأمن الطاقة ووفرتها. مايجعل بذلك الطاقة المتجددة نموذجاً يعول عليه في قطاعات المستقبل من حيث فوائدها لجودة الحياة وعمليات تطويرها التي تسمح بتطوير الإنسان والمعارف الحديثة.