من هاوي إلى مشكاتي
بقلم أ. عبدالعزيز العفيفي – مسؤول خدمات إدارية وإدارة فعاليات / مدير مناوب
01/10/2017
“الطموح هو الطاقة الروحية في حياة الإنسان وهو الخطة العقلية التي تنظم حياتنا، والتي تدفعنا نحو المستقبل، ولا قيمة لوجود الإنسان إن لم يكن طموحاً…”
كان حلمي منذ أيام دراستي أن أحقق هدفًا كبيراً ذا قيمة للمجتمع، يحمل الكثير من الجهد والمتعة في آن واحد. فبدأت رحلتي حين دُعيت من قبل أحد الأصدقاء، لحضور أحد العروض الكوميدية في إحدى المدارس العالمية المشهورة في مدينة الرياض، وكنت مجرد زائرٍ فقط. فخلال دخولي لمقر العروض رأيت كيف يتعامل منظمو الجمهور مع الزوار بطريقة تعكس الهوية الاحترافية للمنشأة، وكيف يسعون بكامل قوتهم إلى إدارة وتنظيم الحشود. فتساءلت في نفسي: لم لا أنضم إليهم وأتطوع معهم؟ وبالفعل تواصلت مع المسؤول، وقلت له : هل يمكنني التطوع معكم؟ أنا لا أملك الخبرة الكافية، ولكن لدي العزيمة والإرادة للتعلم، والاستفادة من خبراتكم… فإذا به يتقبل مبادرتي ويرحب بي.
البدايــة: هكذا بدأت بالعمل معهم كمتطوع. وبالرغم من عدم متابعتي للعروض المقدمة كزائر، إلا أنني استمتعت بتجربتي الجديدة وممارستها بكل عزيمة وإصرار. وعند انتهاء العروض، دعوني للتكريم، وحصلت على شهادة شكر وتقدير كمتطوع، وكانت فرحتي تملأ المكان، بالرغم من أن مهمتي كانت بسيطة جدًا، إلا أنها كانت تحمل معنى كبيراً، فقد أعطتني الشعور بمتعة الإنجاز وعرفتني بأصدقاء جُدد، وهذا بحد ذاته كسب وشعور جميل جداً. هذه الأحاسيس دفعتني للبحث في الإنترنت عن الفعاليات القائمة في مدينة الرياض، وعن أية فرصة أخرى متاحة للتطوع. وبالفعل تمكنت من التوصل إلى فعالية أخرى بعنوان ” الله يعطيك خيرها ” وكان هدفها التوعية بخطر السرعة والقيادة المتهورة للسيارات، فكانت مشاركتي فيها،في مجال الضبط والتنظيم، مما ساهم في زيادة معرفتي وخبرتي في هذا المجال.
مرحلة جديدة: تواصل معي أحد الأصدقاء، للتطوع في معرض مشكاة التفاعلي، والذي لم أكن أعلم عنه شيئاً أو عما يُقدم، ولكن حبي للتطوع والمشاركة في العديد من الفعاليات لكسب الخبرة والمعرفة، دفعني لتقديم طلب التطوع، وبالفعل تم قبول طلبي للتطوع وعمل المقابلة الشخصية، وفي أثناء المقابلة قمت بالشرح للمسؤول عن الفعاليات التي قمت بالمشاركة بها كمتطوع، وعن المتعة التي أجدها في إدارة الحشود والترحيب بالزوار، وعن أهدافي ورغبتي في أن أقود فريقاً لإدارة الفعاليات مستقبلاً. ففاجأني بدعوة للانضمام إليهم ليس كمتطوع بل كموظف عمل جزئي! بحيث تندرج مهامه في استقبال الزيارات المدرسية، وتنظيم دخولهم إلى المعرض. ورغم حماسي ورغبتي، فقد طلبت من مقدم العرض بعض الوقت لأقوم بجدولة محاضراتي الجامعية إلى فترة مابعد الظهيرة، لكي أتفرغ في الفترة الصباحية لاستقبال المجموعات المدرسية في المعرض.
وانطلقت في أول يوم عمل بكل حماس أعمل على آلية التنظيم المتبعة في المعرض، وسعدت جداً بتنظيم المجموعات والترحيب بالزوار. وبعد فترة من العمل وحصولي على خبرة جيدة في المجال بمساعدة زملائي وتحفيزهم لي بطرق إبداعية، اتضحت لي بعض النقاط التطويرية، فبادرت بتقديمها كمقترحات على الآليات المستخدمة، ورحب فريق العمل بالمقترح والفكرة، وسعدت بأنها أضيفت فعلاً على آليات الاستقبال في معرض مشكاة.
موظف رسمي: بعد فترة من الزمن، عُرض عليَّ أن أصبح مشكاتياً بدوام كامل، وبالفعل قبلت العرض، فتطور عملي في مشكاة حتى أصبحت بفضل من الله ومساعدة زملائي، أُقوم بإدارة الفعاليات والمهرجانات بالإضافة إلى قيادتي لفريق الرجال في الزيارات المدرسية.
وبالرغم من أن المهام كبيرة إلا أنني أؤمن بأن للقائد دوره الأساسي في تخفيف الجهد والعبء عن الفريق كله، ودائما أبحث عن طرق تدعمهم وتساعدهم ليقدموا أقصى ما لديهم في تنفيذ مهامهم.
أختم حديثي معكم بالمقولة التالية:
” قم بالعمل الذي تحبه، وسوف تضيف لكل أسبوع في حياتك: 5 أيام أخرى “ جاكسون براون.