4 خطوات لتطوير عرض نانو ملهم!

أ. يارا الراجح – مديرة تطوير البرامج سابقا في معرض مشكاة التفاعلي
01/04/2017

معرض مشكاة التّفاعلي للطاقة الذّريّة والمتجدّدة الذي افتُتح بمبادرة من مدينة الملك عبدالله للطاقة الذريّة والمتجدّدة، في الرّياض في المملكة العربيّة السّعودية، قرّر أن يطوّر البرامج المخصّصة لزوّاره داخلياً بدلًا من الاستعانة بمصادر خارجية. فمنذ انطلاقته في العام 2011م، تطوّر معرض مشكاة، وتطوّرت معه رغبته برعاية وتطوير الكفاءات الوطنيّة. فكان “عرض النانو” أول العروض التّي أطلقها وطوّرها. ليتعرّف الطلّاب – الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة – على مقياس النّانو وكيفيّة تطبيق تكنولوجيا النّانو في مجال الطّاقة المتجدّدة. وهذا ما اعتُبر في ما بعد، نقلة نوعيّة لفريق مشكاة الذي كان يعرض البرامج العلميّة الجاهزة، فرفعته هذه الخطوة الجديدة إلى مصافّ المبدعين الذين يبتكرون البرامج العلميّة بشكل فعَال وتفاعليّ. ولقد اكتسبنا الكثير من الخبرات في مشوارنا:

أولاً – أن نتعاون مع العلماء المحليين:

فلقد استشرنا عن كثب علماء محليّين، وتحديداً لباحثين سعوديّين بارزين (باحث وباحثة)، في تكنولوجيا النّانو وممّا نتج عنها صور وعروض مرئية تقدم للطلاب أثناء العرض، لنبرز قدوتين واعدتين من كلا الجنسين في هذا المجال. كما طلبنا من الطّلاب أن يتواصلوا مع الباحثين لإتاحة فرصة للاستفادة من إرشاداتهم وتوجيهاتهم. ونحن اليوم نحظى بمجموعة من العلماء الوطنيين الحريصين والمستعدّين أن يخصّصوا وقتًا لإمداد برامج مشكاة بالمصادر والنّصائح المناسبة. ومثالًا على ذلك فقد زوّدنا أحد العلماء بمجهر القوّة الذّريّة المحمول وبسائل ممغنطًا، بما يتناسب في “عرض النانو”. ناهيك عن أن العالم نفسه أقام ورشات عمل حول تكنولوجيا النانو ساهمت كثيراً في تقدّم برنامجنا.

ثانيًا – أن نستثمر في مواردنا البشريّة الوطنية:

وبما أنّ مجال التّواصل العلميّ مازال جديداً في المملكة العربيّة السعودية، فإنّ “عرض النّانو” أفسح المجال لتدريب أعضاء فريق الإرشاد العلمي. فقد تمّ تدريبهم على أساليب التواصل العلمي (تبسيط تجارب العلمية، وإثراء العمليّة التعليمية لفهمٍ كاملٍ وشاملٍ للمعلومة العلميّة)، من قبل معهد إكسبلوتوريوم للمعلمين في سان فرانسيسكو، ومن متحف العلوم في لندن. أضف إلى ذلك الخبرة العمليّة التّي اكتسبها فريقنا في تطوير البرامج بما في ذلك توليد الأفكار، والتّخطيط، ووضع الموازنة، وتحديد المصادر والموارد، وتقدير المخاطر، وتقييم البرامج…

ثالثاً – أن نبحث عن فرص تطوير العرض لفئات أكبر:

ما إن اكتمل “عرض النّانو”، حتّى طوعه فريقنا ليصبح مناسبًا، لتقديمه للأساتذة وطلاب العلوم في الجامعات محلياً وإقليمياً. فقد شارك المعرض في المنتدى والمعرض الدّوليّ للتّعليم العام، كذلك في معارض العلوم، وفي معرض مشكاة المتنقّل:”السعودية عام 2050م”.

رابعاً – أن نتعلّم من التغذية الراجعة:

يُعزى تطوّر “عرض النّانو” في مشكاة إلى التغذية الراجعة من المشاركين، والزائرين، والمتخصّصين ومجموعات التركيز، ولقد عدّلنا المضمون لئلا تتجاوز مدّة عرضه الـ 40 دقيقة، كما وكثّفنا مشاركة الجمهور على المسرح، وحذفنا بعض المقاطع التّي وجدناها معقّدة بناء على التغذية الراجعة الناتجة عن تقييم مجموعات التركيز. ولنثري تجربة الجمهور ولأجل توسيع نطاق مشاركتهم إلى أرض المعرض، نشير أثناء العرض إلى معروضة تعرفهم بتقنية النانو في عالم الطاقة بشكل مباشر ومعروضات آخرى يتطرق محتوها إلى هذه التقنية ليستزيد منها الجمهور بما يثريهم أكثر!

وسوم